استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين لدى نزول الأخير من طائرته، في مشهد يرمز إلى أهمية اللقاء المرتقب الذي يهدف إلى مناقشة الحرب في أوكرانيا وملفات التجارة والتعاون الاقتصادي والأمن العالمي.
وفق تصريحات الكرملين، من المتوقع أن تستغرق محادثات ألاسكا نحو 6 إلى 7 ساعات، بينما شدد المسؤولون الروس والأميركيون على أن القمة لن تتوج ببيان مشترك، ما يوضح حساسية الملفات المطروحة واستعداد الأطراف لتقييم مواقف بعضها البعض قبل الإعلان عن أي نتائج.
ترمب وصف بوتين بـ"الرجل الذكي" وأكد مستوى الاحترام المتبادل بين الزعيمين، مشيراً إلى أن اجتماعاً آخر يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون ضرورياً قبل أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ما يعكس إدراك الإدارة الأميركية أن الحل في أوكرانيا يتطلب توافقاً متعدد الأطراف. كما شدد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تتعامل تجارياً مع روسيا حتى يتوقف النزاع في أوكرانيا، وأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يمكن تحقيقها بالتعاون مع أوروبا، في مؤشر إلى استراتيجية أميركية تربط الحل السياسي بالأبعاد الاقتصادية والأمنية.
القمة تمثل اختباراً مزدوجاً: الأول هو قدرة ترمب على ممارسة ضغط دبلوماسي مباشر على بوتين لإجباره على خطوات ملموسة في الملف الأوكراني، والثاني هو قدرة موسكو على استغلال اللقاء لتعزيز صورتها الدولية وتثبيت نفوذها الإقليمي دون تقديم تنازلات تؤثر على مصالحها الاستراتيجية. تصريحات ترمب حول ضرورة إشراك زيلينسكي والضمانات الأمنية لأوكرانيا توضح أن واشنطن تسعى لخلق توازن بين الضغوط المباشرة على موسكو والحفاظ على مصالح أوكرانيا، بما يعكس تعقيد المشهد الدبلوماسي.
توقيت القمة وبنيتها—6 إلى 7 ساعات من المحادثات المغلقة—يشير إلى أن الاجتماعات تهدف إلى تقييم النفسيات والمرونة السياسية لكل طرف قبل الانتقال لأي خطوات عملية.
كما أن غياب بيان مشترك يعكس حرص الأطراف على ضبط الرسائل الإعلامية وتجنب الالتزام بمواقف يمكن أن تُستغل سياسياً قبل التحقق من جدية الطرف الآخر.
قمة ألاسكا اختبار استراتيجي يضع مستقبل جهود السلام في أوكرانيا على المحك، ويحدد قدرة الأطراف على التوصل لاتفاق مستدام أو استمرار التصعيد. رهانات القمة عالية، ونتائجها ستؤثر مباشرة على العلاقات الأميركية-الروسية ومستقبل الوساطات الدولية، خاصة إذا ارتبطت القرارات بالضغوط الاقتصادية والأمنية وضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية.