خطوة لندن الاستراتيجية نحو أوكرانيا

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.15 - 05:47
Facebook Share
طباعة

تصريحات وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، اليوم الجمعة ، حول استعداد المملكة المتحدة لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار، تكشف عن بعد استراتيجي يتجاوز الطمأنة المباشرة للأوكرانيين.
في حديثه لـ BBC قبل قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أشار هيلي إلى أن الهدف جزئيًا هو طمأنة كييف، لكنه يحمل رسائل مزدوجة إلى موسكو: أي اتفاق لوقف النار سيخضع لمراقبة حقيقية على الأرض، وأن الغرب جاهز للتدخل إذا اقتضت الضرورة.
هذا الإعلان يتناغم مع موقف زعماء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، الذين أكدوا استعدادهم للعب "دور نشط" في ضمان أمن أوكرانيا بمجرد توقف الأعمال العدائية. الرسالة واضحة: أوروبا مستعدة لتأمين التوازن العسكري والسياسي، ومنع أي محاولة لتجاوز وقف النار أو استغلاله لإعادة تشكيل النفوذ الإقليمي.
التحليل الاستقصائي يكشف أن خطوة لندن ليست مجرد دعم رمزي، بل استراتيجية ضغط دبلوماسي متقن. موسكو أمام اختبار جدي: هل توافق على تهدئة حقيقية مع وجود مراقبة دولية أم تحاول المناورة لتحقيق مكاسب سياسية إضافية؟ بينما كييف، من جانبها، تتلقى إشارات ضمنية بأن أي اتفاق يمكن أن يكون مدعومًا بوجود عسكري فعلي، مما يعزز موقفها التفاوضي.
السيناريوهات المحتملة للأيام والأسابيع القادمة متعددة:
1. انتشار محدود للقوات البريطانية لتعزيز الأمن الرمزي وحماية المدنيين في المناطق الحساسة، مع التركيز على الإشارات السياسية أكثر من التدخل العسكري المباشر.
2. تدخل أوسع في حال فشل الضمانات الدبلوماسية أو استئناف الأعمال العدائية، وهو ما سيعقد أي مفاوضات مستقبلية.
3. مناورات موسكو التفاوضية، حيث قد تستغل التهديد الغربي لتعزيز شروطها، أو لمساومة كييف على تنازلات محددة مقابل وقف النار.
تطرح تصريحات هيلي أسئلة جوهرية للقارئ: هل سيصبح وجود القوات البريطانية جزءًا من الترتيبات الأمنية المستمرة في أوكرانيا؟ وهل يمثل الإعلان جزءًا من استراتيجية ردع أوسع تهدف إلى تثبيت النفوذ الغربي في شرق أوروبا؟ الأهم، كيف ستتفاعل الأطراف الإقليمية والدولية مع أي تصعيد محتمل بعد القمة؟
في النهاية، ما يبدو كخطوة دفاعية رمزية يحمل في طياته أبعادًا سياسية واستراتيجية دقيقة، ويؤكد أن أي اتفاق محتمل بين موسكو وكييف سيكون مراقبًا ومدعومًا من القوى الغربية، وليس مجرد ورقة تفاوضية يمكن تجاهلها. هذا يجعل التصريحات البريطانية أكثر من مجرد إعلان رسمي، بل أداة ضغط معقدة على المسرح الإقليمي والدولي.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5