ماسك وألتمان.. سباق المليارديرات نحو عقل الإنسان

– وكالة أنباء آسيا

2025.08.15 - 03:04
Facebook Share
طباعة

في سباق قد يُغيّر مفهوم البشرية نفسه، يتحول حلم ربط الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي إلى ساحة صراع علني بين اثنين من أكبر أقطاب التكنولوجيا في العالم: إيلون ماسك وسام ألتمان. ما بدأ كشراكة طموحة لإنشاء OpenAI، أصبح اليوم حربًا صامتة على السيطرة، النفوذ، ومستقبل الإنسان ذاته.

سباق تقني على صفيح هش

إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا وxAI، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، يقودان كلٌ طريقه الخاص نحو تطوير شرائح واجهة الدماغ-الكمبيوتر (BCI) وزرعها في البشر. هذه التقنية، التي يُنظر إليها من زاويتين مختلفتين، إما كبوابة لمستقبل ثوري أو كحلبة جديدة لمعركة المليارديرات، تعتمد على ترجمة الإشارات الكهربائية للدماغ إلى أوامر رقمية تفهمها الحواسيب.

شركة Neuralink التابعة لماسك بدأت تجارب بشرية في الولايات المتحدة، وحصلت على موافقة لإطلاق أول دراسة من نوعها في بريطانيا. بينما يدعم ألتمان شركة ناشئة منافسة تُدعى Merge Labs، تسعى إلى تطوير واجهات الدماغ-الكمبيوتر لتكون أسرع وأكثر تكاملًا مع الذكاء الاصطناعي.

تجارب أولية ونتائج صادمة

شريحة N1 من Neuralink، بحجم قطعة نقدية، تضم 1000 قطب كهربائي موزعة على 128 خيطًا دقيقًا أرفع من شعرة الإنسان، وتُزرع بواسطة جراح آلي. أول تجربة بشرية كانت مع نولاند آرباو، مشلول من الرقبة إلى أسفل، والذي استعاد القدرة على التحكم في الكمبيوتر، كتابة النصوص، ولعب الشطرنج وألعاب الفيديو المعقدة. لاحقًا، تم زرع الشرائح في ستة متطوعين آخرين، مع خطط لتوسيع التجارب في أوروبا.

ألتمان، من جانبه، يرى في دمج البشر مع الحواسيب مستقبلًا حتميًا للنجاة من مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق. كتب في مدونته بعنوان "The Merge" أن البشر والآلات قد يتحدون بين 2025 و2075، ما اعتبره أفضل سيناريو لمستقبل مشترك بين الإنسان والآلة.

 

تعود جذور التنافس بين ماسك وألتمان إلى عام 2015، حين أطلقا معًا OpenAI، وكان ماسك أكبر الممولين. سرعان ما ظهرت خلافات حول توجه الشركة، فانسحب ماسك من مجلس الإدارة عام 2018، لتتحول الشراكة الوثيقة إلى صراع قضائي وعلني، مع رفع ماسك دعوى قضائية يتهم فيها OpenAI بـ"خيانة مبادئها" وتحويلها إلى شركة هادفة للربح.

المواقف الرسمية والرقابية

– الحكومات والمؤسسات البحثية: وكالة الأبحاث والاختراع البريطانية ARIA تدرس الاستفادة من تقنية واجهات الدماغ-الكمبيوتر لدعم ذوي الإعاقة وتحسين أداء الإنسان.
– القطاع الطبي: الباحثون يؤكدون أن التجارب الحالية تفتح آفاقًا لعلاج الشلل واستعادة القدرة الحركية، لكنها ما تزال محفوفة بالمخاطر الأخلاقية والطبية.
– الرقابة القانونية: التجارب في أوروبا والولايات المتحدة تخضع لموافقات صارمة، لضمان سلامة المتطوعين ومنع الاستغلال التجاري غير الأخلاقي.

 

ماسك وألتمان يقدمان نموذجًا صارخًا لتقاطع المال، الطموح البشري، والمخاطر التكنولوجية. فبينما يعد العالم بخيارات مذهلة لدمج البشر مع الآلات، يبقى السؤال الأخلاقي والسياسي: هل نحن أمام ثورة حقيقية أم مجرد سباق مليارديرات على دماغ الإنسان؟


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1