إيران وإسرائيل: تصعيد متوتر وتصريحات حذرة

طهران – وكالة أنباء آسيا

2025.08.15 - 02:56
Facebook Share
طباعة

في لحظة تصعيد جديد على الصعيد الإقليمي، خرج وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتصريحات تكشف عمق التوتر بين طهران وتل أبيب، في وقت تحاول فيه إسرائيل تضخيم مخاوف الرأي العام الإيراني عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل.

عراقجي، الذي يُعرف بخبرته الطويلة في العلاقات الدولية، استبعد شن إسرائيل هجومًا على بلاده في المستقبل القريب، موضحًا مساء الخميس أن "الحرب لن تندلع في وقت قريب"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "على القوات المسلحة أن تكون على أهبة الاستعداد دائمًا، وعلى الحكومة أن تكون جاهزة لأي طارئ، فالاستعداد هو العامل الأكثر فعالية في منع الحرب".


تأتي تصريحات عراقجي بعد أربعة أشهر من هجوم إسرائيلي واسع على إيران في 13 يونيو الماضي، استمر 12 يومًا، واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، وأسفر عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. ردت إيران بقصف مقرات إسرائيلية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، فيما تدخلت الولايات المتحدة في النزاع لتشن هجومًا على منشآت نووية إيرانية حاسمة، معلنة لاحقًا أنها أنهت البرنامج النووي الإيراني، قبل إعلان وقف لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران في 24 يونيو الماضي.

الجدير بالذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة تتهمان إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء. هذا التصعيد يأتي في ظل فشل خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن قبل الهجوم الإسرائيلي، ما يوضح هشاشة مسار الحلول الدبلوماسية.

محاولات إسرائيلية للتأثير على الرأي العام الإيراني

عراقجي أكد أن إسرائيل تسعى عبر وسائل الإعلام إلى خلق تصور بأن الحرب وشيكة، بهدف التأثير على الرأي العام الإيراني والترويج للتهويل، لكنه شدد على أن الاستعداد والجاهزية هو السبيل الأكثر فاعلية لتجنب أي مواجهة مستقبلية.

الموقف الإيراني الرسمي

السلطات الإيرانية، منذ هجوم يونيو، ركزت على تعزيز الاستعدادات العسكرية، مع الحفاظ على قناة دبلوماسية مفتوحة مع واشنطن، في محاولة لتحقيق توازن بين الردع العسكري وتجنب اندلاع حرب مفتوحة. تصريحات عراقجي تُعد رسالة مزدوجة: تهدئة الجمهور المحلي بعد موجة الهلع الإعلامي، وفي الوقت ذاته، تحذير ضمني لإسرائيل من أي مغامرة عسكرية جديدة.


بين التصريحات الرسمية والتحركات العسكرية السابقة، يبدو أن إيران تحاول رسم استراتيجية مزدوجة: الردع العسكري وتحجيم الحرب، مع إدارة الرأي العام داخليًا وخارجيًا، في وقت يبقى فيه التوتر الإيراني-الإسرائيلي على أشده، مع احتمالية تصعيد مفاجئ ما لم تتبلور حلول دبلوماسية جديدة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6