وزير الخارجية التركي في مرمى انتقادات المعارضة: "هل أنت وزير سوري؟"

– وكالة أنباء آسيا

2025.08.15 - 02:23
Facebook Share
طباعة

في تصعيد لافت، وجّهت المعارضة التركية انتقادات حادة إلى وزير الخارجية هاكان فيدان، معتبرة أن مواقفه خلال استقبال نظيره السوري أسعد الشيباني في أنقرة، تنحرف عن مسار السلام الداخلي في تركيا، وتثير تساؤلات حول انحيازاته السياسية.

تصريحات فيدان تثير الجدل

جاءت الانتقادات على خلفية تصريحات فيدان خلال مؤتمر صحفي مع الشيباني قبل يومين، حيث دعا "إدارة وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى التفاعل الإيجابي مع دمشق، وبذل كل ما في وسعها لبناء مستقبل سوريا معًا، والقضاء على التهديد الذي تشكله أعداد الإرهابيين الذين جندتهم من جميع أنحاء العالم".

هذه التصريحات، التي بدت للمعارضة وكأنها تدافع عن السياسات السورية، أثارت حفيظة عدد من الأحزاب الكردية المعارضة داخل تركيا، معتبرة أن لهجة الوزير لا تتوافق مع عملية السلام بين أنقرة والعمال الكردستاني، ولا مع المسار التركي في مكافحة الإرهاب داخليًا وخارجيًا.

المعارضة تنتقد لهجة الوزير

عائشة غول دوغان، المتحدثة باسم "حزب المساواة والديمقراطية الشعبية"، قالت خلال مؤتمر صحفي عقدته في أنقرة اليوم الجمعة:

"على حد علمي، وزير الخارجية فيدان ليس عضوًا في الحكومة السورية".


وأضافت دوغان: "من حين لآخر، يدلي فيدان بتصريحات قد تجعلنا نتساءل عما إذا كان عضوا في الحكومة السورية".

"نبرة فيدان لا تتناسب مع إيقاع عملية السلام بين أنقرة والعمال الكردستاني ومسار تركيا خالية من الإرهاب.. لغة الوزير غير مناسبة، ونهجه التهديدي المستمر خاصة تجاه القضية السورية غير مقبول".


وشددت على أن "اللغة المتغطرسة" للوزير تعمل على تقوية موقف معارضي عملية السلام، وأن اختيار هذه اللهجة لا يعد نهجًا سليمًا، بالرغم من معرفة فيدان الجيدة بالملف الإقليمي والمنطقة.

دعوات للتغيير السياسي واللغوي

حثت دوغان الوزير على التخلي عن أسلوبه الحالي، واعتماد لغة تسعى للحلول والتهدئة، معتبرة أن تحديث نفسه ولغته السياسية سيكون أكثر فائدة لخدمة السياسة التركية الداخلية والخارجية.
وقالت: "لو أبقى خيار التحديث السياسي مفتوحًا، لكان ذلك أكثر فائدة.. عليه أن يحدث لغته ونفسه".


تأتي هذه الانتقادات في وقت حساس، حيث تحاول تركيا موازنة علاقاتها مع الأكراد السوريين ضمن إطار مكافحة الإرهاب، وفي ظل استمرار التوترات مع دمشق بشأن مستقبل مناطق شمال سوريا. ويعد حزب "المساواة والديمقراطية الشعبية" من أبرز الأحزاب المعارضة التي تمثل الصوت الكردي في البرلمان التركي، وغالبًا ما يكون لها موقف صارم تجاه أي تصريحات رسمية قد تبدو متساهلة مع النظام السوري أو وحدات حماية الشعب الكردية.

 

المعارضة التركية تعتبر تصريحات فيدان تجاوزًا للخطوط الدبلوماسية التقليدية، وتدعو إلى مراجعة لغته السياسية بما يعزز فرص السلام الداخلي، ويقلل من المخاطر على استقرار تركيا الإقليمي. في المقابل، لم يصدر عن وزارة الخارجية التركية أي تعليق رسمي حتى الآن، فيما يترقب المراقبون خطوات أنقرة القادمة في إدارة العلاقة مع دمشق والأكراد السوريين، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.


تشكل العلاقة بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا محورًا حساسًا منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. أنقرة تعتبر هذه الوحدات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب التركية والدولية، وتتعامل معها باعتبارها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

على الرغم من ذلك، تحاول أنقرة أحيانًا فتح قنوات للحوار مع دمشق والأكراد السوريين في مناطق شمال سوريا، ضمن مساعي لإنهاء العمليات العسكرية الطويلة وتحقيق استقرار نسبي في الحدود الشمالية. هذه السياسة تتطلب دبلوماسية دقيقة ولغة متوازنة، لتجنب استفزاز المعارضة الداخلية أو تعميق الانقسام مع الأكراد في تركيا.

حزب "المساواة والديمقراطية الشعبية" الكردي التركي يمثل الصوت الرئيسي للأكراد داخل البرلمان التركي، وغالبًا ما يراقب التصريحات الرسمية لأي مسؤول تركي عن كثب، خاصة تلك التي تتعلق بالملف السوري والكردي. الانتقادات الأخيرة لوزير الخارجية هاكان فيدان تأتي في سياق استمرار هذه المراقبة، حيث ترى المعارضة أن أي لغة تبدو متساهلة مع دمشق أو وحدات حماية الشعب قد تقوّض جهود السلام الداخلي وتفتح الباب أمام تفاقم التوترات.

كما أن تصريحات فيدان الأخيرة تأتي في وقت تحاول فيه تركيا موازنة علاقاتها الإقليمية، بين مواجهة التنظيمات المسلحة الكردية، والتنسيق مع دمشق في بعض الملفات الأمنية والسياسية، وسط ضغوط دولية متزايدة للعب دور فاعل في استقرار شمال سوريا.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1