حزب الله يحذر من فتنة أهلية ويكشف دور الحكومة اللبنانيّة

بيروت- وكالة أنباء آسيا

2025.08.15 - 12:53
Facebook Share
طباعة

في تصعيد نادر، حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الجمعة، من أن قرار الحكومة اللبنانية بمحاولة تجريد الحزب من سلاحه قد يجرّ البلاد إلى فتنة أهلية واسعة، مؤكدًا أن بعض سياسات الحكومة تخدم "المشروع الإسرائيلي" بشكل مباشر أو غير مباشر. كلام قاسم يأتي في ظل توترات متصاعدة على خلفية السلاح والهيمنة الإقليمية، وسط تحذيرات من تفجر مواجهة داخلية قد لا تُحمد عقباها.


خلال كلمته في إحياء أربعينية الإمام الحسين في مدينة بعلبك شرق لبنان، قال قاسم إن الحكومة اللبنانية تعمل على حماية مصالحها الشخصية على حساب حياة شركائها في الوطن، متسائلاً: "كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن؟"، مضيفًا أن دور الحكومة يجب أن يقتصر على بناء لبنان وليس تسليمه للاحتلال الإسرائيلي أو النفوذ الأمريكي.

وأكد قاسم أن تهديد السلم الداخلي يتفاقم مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأخيرة في لبنان، وتأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مشروع "إسرائيل الكبرى"، معتبرًا أن الحكومة اللبنانية "تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة"، محذّرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى "حرب أهلية وفتنة داخلية".

وأضاف الأمين العام لحزب الله أن "المقاومة لن تسلم سلاحها، وأن العدوان مستمر، وسنخوض المعركة إذا لزم الأمر، ونحن واثقون أننا سننتصر". كما كشف عن وجود اتفاق بين حزب الله وحركة أمل لتأجيل فكرة التظاهرات في الشارع، في خطوة لتفادي تصاعد التوتر الداخلي مؤقتًا.


منذ تأسيسه في الثمانينيات، يمثل سلاح حزب الله محور جدل دائم في لبنان، حيث ترى الأطراف الدولية، خصوصًا الولايات المتحدة وإسرائيل، أن ترسانة الحزب تهدد استقرار لبنان والمنطقة. في المقابل، يعتبر الحزب نفسه "خط الدفاع عن لبنان والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، مستندًا في ذلك إلى دعم جمهورية إيران الإسلامية بالمال والسلاح والمواقف السياسية.


"حزب الله وحركة أمل تؤكدان السلاح خط أحمر والدعم الإقليمي مستمر"


حزب الله: شدد الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، على أن سلاح المقاومة يمثل "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه، مؤكدًا أن أي محاولة لتجريده ستقود إلى فتنة داخلية. وأوضح قاسم أن العدوان الإسرائيلي مستمر، وأن الحزب مستعد لخوض المعركة إذا اقتضت الضرورة، مع الثقة الكاملة بالنصر في مواجهة أي تهديدات، معتبرًا أن السلاح جزء لا يتجزأ من الأمن القومي اللبناني والمقاومة الوطنية.

حركة أمل: في خطوة تهدف إلى تفادي تصاعد التوتر في الشارع، أعلن حزب حركة أمل عن اتفاقه مع حزب الله على تأجيل أي تظاهرات كان من المقرر تنظيمها، مؤكدًا أن الهدف من هذا التأجيل هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي وعدم الانجرار إلى مواجهات مباشرة قد تعقد الوضع السياسي والأمني في لبنان.

الدعم الخارجي: كشف قاسم عن استمرار الدعم الإيراني لحزب الله، سواء بالمال أو بالسلاح أو بالمواقف السياسية، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يشكل ضمانة لاستمرار المقاومة في مواجهة أي تهديدات. في المقابل، أشار إلى أن بعض الدول العربية تقدم دعمًا ضمنيًا لإسرائيل في ضرب المقاومة، في خطوة اعتبرها انتهاكًا للمصالح الوطنية اللبنانية ومساسًا بالسلم الأهلي.

على صعيد آخر، يشير مراقبون إلى أن التوترات الداخلية تعكس الصراع بين أجنحة السلطة اللبنانية التي تدافع عن الدولة وسيادتها وبين أطراف تعتبر المقاومة اللبنانية جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي للبنان، في ظل إدراك واسع بأن أي مساس بسلاح الحزب قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية وعسكرية واسعة.

 


تحذر تصريحات قاسم من دخول لبنان مرحلة حرجة غير مسبوقة، حيث يتقاطع الصراع الداخلي مع الاستراتيجيات الإقليمية، في وقت يبدو فيه مسار "نزع سلاح المقاومة" مرهونًا بتوازنات هشة قد تجرّ البلاد نحو فتنة أهلية حقيقية، لا تزال مؤشرات تفجرها تتزايد على الأرض.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4