خلفيات وتوقيت التحضير الإسرائيلي للسيطرة على غزة
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تصاعدت مؤشرات تل أبيب مؤخراً حول قرب مرحلة الحسم في الحرب على غزة، بعد بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية وتصريحات رئيس الأركان اللواء إيال زامير، التي أكدت أن الخطة النهائية للسيطرة على المدينة باتت جاهزة للعرض على الحكومة للمصادقة الأحد المقبل.
هذا التوقيت لا يبدو عشوائياً، فهو يأتي في ظل ضغوط سياسية وعسكرية متزايدة، أهمها فشل جولات التهدئة وتصاعد المطالب الداخلية في إسرائيل لإنقاذ الرهائن وإنهاء الصراع المستمر منذ أشهر. الكشف عن هذه الخطط يعكس رغبة القيادة العسكرية في توجيه رسالة واضحة للجمهور الإسرائيلي حول امتلاك رؤية واضحة لإنهاء الحرب بعد فترة من العمليات التي لم تحقق اختراقاً حاسماً.
في كلمته خلال حفل استبدال قائد الكليات العسكرية في قاعدة جليلوت، شدد زامير على أن "النصر لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل على التماسك بين القيادات السياسية والعسكرية". هذه العبارة تشير إلى أن المؤسسة العسكرية تدرك حجم التحديات السياسية الداخلية التي قد تؤثر على سير العمليات، وأن أي خطة للسيطرة على غزة تتطلب وحدة سياسية كاملة لضمان استمرارية التنفيذ وتحقيق الأهداف المرجوة.
على المستوى الميداني، كشفت مصادر عسكرية أن موافقة زامير على "الفكرة المركزية" للعملية تمهد لانطلاق عملية واسعة النطاق، تشمل تعبئة ما بين 80 و100 ألف جندي احتياطي، في محاولة لإحداث انهيار في القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس. هذا الرقم يعكس استعداداً لعملية برية عميقة وطويلة المدى داخل بيئة حضرية مكتظة، وليست مجرد تحرك محدود.
من الناحية الاستراتيجية، السيطرة على مدينة غزة تمثل هدفاً محورياً لإسرائيل، إذ يُنظر إليها كمعقل سياسي وعسكري لحركة حماس، والاستحواذ عليها قد يؤدي إلى تفكيك البنية الإدارية للحركة وخلق فراغ يمكن أن يملؤه إدارة بديلة تحت إشراف دولي أو بدعم من السلطة الفلسطينية. العملية تواجه تحديات كبيرة على الأرض، أبرزها القتال في مناطق مأهولة، وارتفاع احتمالات الخسائر بين المدنيين والجنود على حد سواء.
تصريحات القيادة العسكرية تكشف إدراك الجيش الإسرائيلي أن الحملة ليست مجرد معركة، بل اختبار للقدرة على إدارة صراع طويل الأمد مع خصم يمتلك شبكة أنفاق وموارد بشرية مدربة. لذلك، يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية تجمع بين الحسم العسكري والتخطيط لما بعد المعركة لتجنب تحول النصر الميداني إلى مأزق استراتيجي جديد.
