قبل أن تتجه أنظار العالم نحو ألاسكا، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتزايد التكهنات حول ما إذا كان هذا اللقاء سيشكل نقطة تحول في العلاقات بين واشنطن وموسكو أو سيظل مجرد محطة دبلوماسية عابرة القمة، التي تأتي في ظل توترات متصاعدة بسبب الحرب في أوكرانيا، تُعد اختباراً جديداً لمدى قدرة الزعيمين على تجاوز الخلافات وبناء أرضية مشتركة تتيح الانطلاق نحو حلول عملية للأزمات العالقة.
رسم ترامب ملامح توقعاته للقاء، مقدّراً احتمال نجاحه بثلاثة أرباع، في خطوة تعكس مزيجاً من التفاؤل والحذر حيال مخرجات المحادثات التي ستتركز على الأزمة الأوكرانية والعلاقات الثنائية.
وخلال مقابلة إذاعية مع شبكة "فوكس نيوز"، أوضح ترامب أن اللقاء المقرر يوم الجمعة يمثل "خطوة أولى" تمهد للقاءات لاحقة، لكنه لم يستبعد احتمال أن ينتهي دون نتائج مرضية، مقدراً هذا السيناريو بنسبة 25%. وأضاف: "لن أتفاوض على اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، سأتركهما ليبرما الصفقة بينهما. إذا نجحت القمة، سنتواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أما إذا فشلت، فسأعود إلى واشنطن مباشرة".
القمة، التي ستُعقد في قاعدة "إيلمندورف-ريتشاردسون" العسكرية، ستشهد في بدايتها اجتماعاً ثنائياً بين الزعيمين، يعقبه لقاء موسع مع الوفود الرسمية من الجانبين، ثم مؤتمر صحفي مشترك. ومن الجانب الروسي، يضم الوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلاوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، إلى جانب الممثل الخاص للتعاون الاستثماري كيريل دميترييف.
في المقابل، أكّد البيت الأبيض أن الهدف من القمة هو تعزيز الحوار بين موسكو وواشنطن، مع إبقاء المسار الدبلوماسي الخيار المفضل لحل الأزمة الأوكرانية، دون استبعاد "أدوات أخرى" إذا فشلت المفاوضات. كما أشار إلى أن برنامج القمة يتضمن عشاءً مشتركاً بين الوفدين عقب المحادثات.
المكان الذي اختير للقمة يحمل بعداً رمزياً، إذ يقع بالقرب من الضريح التذكاري للطيارين السوفيت والأمريكيين الذين قاتلوا معاً في الحرب العالمية الثانية، ما يضفي بعداً تاريخياً على الحدث.
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قد لمح إلى إمكانية عقد لقاء لاحق بين بوتين وترامب في روسيا، مشدداً على أن التعاون بين البلدين يمتلك "طاقات هائلة لم تُستغل بعد".