تالا.. طفلة غزة تصنع الأحذية وسط الدمار

غزة – وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 04:21
Facebook Share
طباعة

في حي النصر وسط مدينة غزة، تجلس تالا عماد، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 12 عامًا، على الأرض بين قطع الجلد والأحذية التالفة، تحاول إصلاح أحذية الجيران لتساعد عائلتها على مواجهة تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية.

 

 

تلملم تالا الأدوات الصغيرة التي ورثتها عن والدها، وتبدأ العمل بصبر وحذر، في غرفة بسيطة تكاد تتسع بالكاد، لكنها تمثل عالمها الوحيد الآن. تقول والدتها: "تالا لم تتوقف عن الابتسامة رغم كل ما رأته، إنها تريد أن تساعدنا ونحن فخورون بها."


وتظهر صورة التقطها المصور سعيد جرس لوكالة الأناضولو عبر جيتي إيميجز، تالا وهي تعمل على صنع الأحذية وسط ظروف صعبة، تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون في القطاع، والضغوط الاقتصادية على الأسر التي فقدت الكثير من مصادر رزقها.

 

 

تالا ليست وحدها في هذا الواقع الصعب؛ آلاف الأطفال في غزة أصبحوا جزءاً من دائرة العمل المبكر، يسعون لدعم أسرهم بعد أن دمرت الاعتداءات الإسرائيلية الكثير من مصادر الدخل. ورغم الصعوبات، تعكس تالا وعشرات الأطفال الآخرين إرادة فلسطينية صامدة، وروح تحدٍ وسط الأزمات.

 


قطاع غزة يعاني منذ سنوات من الحصار والاعتداءات المتكررة، ما تسبب في فقدان آلاف العائلات لمصادر رزقها. الأطفال الذين يساهمون في العمل المبكر ليسوا خياراً بل ضرورة، ويواجهون مخاطر صحية ونفسية واجتماعية كبيرة، وسط نقص الدعم الدولي والموارد الأساسية.

قصة تالا تذكرنا بأن وراء كل رقم وإحصائية عن الصراع، هناك وجوه حقيقية تكافح من أجل البقاء، وأحلام صغيرة تنتظر فرصة للحياة الطبيعية، بعيداً عن الخوف والفقر.


الأطفال، مثل تالا، غالباً ما يصبحون جزءاً من دائرة العمل المبكر للمساعدة في تأمين لقمة العيش، وسط غياب حلول اقتصادية أو دعم كافٍ من المؤسسات الدولية والمحلية.

كما تشير المنظمات الإنسانية إلى أن الاعتماد على عمل الأطفال يعكس أزمة أوسع تشمل البطالة والفقر المدقع، ويمثل استمرار الصراع العسكري عامل ضغط رئيسي على المجتمع المدني. ورغم هذه الظروف، يبرز الأطفال الفلسطينيون قدرة كبيرة على الصمود والمساهمة في دعم أسرهم، وهو ما يعكس الجانب الإنساني والتحدي اليومي لحياة مدنية متضررة بشكل كبير.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2