إيران تنفي الحاجة لوساطة مصرية في ملف النووي
طهران- وكالة أنباء آسيا
نفى مصدر إيراني مطلع، في حديث لوكالة "مهر"، التقارير التي تحدثت عن وساطة مصرية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً أن إيران ليست بحاجة إلى وسيط لحل خلافاتها مع الوكالة، وأن التواصل المباشر قائم بين الطرفين.
وجاءت تصريحات المصدر الإيراني في أعقاب تحركات مصرية لدعم المسار السياسي والدبلوماسي، حيث حثت القاهرة، الأربعاء، طهران على استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالين هاتفيين مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، ومدير عام الوكالة رفائيل جروسي، ضمن جهود مصر لخفض التصعيد الإقليمي. ووفق بيان وزارة الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي على ضرورة الالتزام بالمسارات الدبلوماسية وتهيئة الظروف اللازمة لتعزيز التعاون بين إيران والوكالة، بما يسهم في بناء الثقة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تناول الاتصال مع جروسي مستجدات الملف النووي الإيراني، واستمع عبد العاطي لتقييم الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب مدير الوكالة إلى طهران، وسبل استعادة الثقة بين الجانبين واستئناف التعاون، إضافة إلى دعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين الوكالة ودول المنطقة لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
تأتي تصريحات إيران بعد تقارير متكررة عن محاولات دولية وإقليمية للتوسط بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت يشهد البرنامج النووي الإيراني توتراً دبلوماسياً متزايداً. إيران منذ سنوات تؤكد على استقلالية مسارها النووي، وتعتبر أي وساطة خارجية غير ضرورية إذا كان هناك تواصل مباشر مع الوكالة.
مصر، بدورها، تحافظ على دورها التقليدي كوسيط إقليمي قادر على التهدئة وتقليل التوترات، خصوصاً في ملفات حساسة مثل البرنامج النووي الإيراني. زيارة أو اتصالات مسؤوليها مع إيران والوكالة الدولية تأتي في إطار سياسة القاهرة الساعية لدعم المسار السياسي والدبلوماسي، وتعزيز الثقة بين الأطراف المعنية، بما يساهم في استقرار المنطقة.
في المقابل، تبدي طهران استعداداً محدوداً للتعاون مع الوكالة، لكن ضمن ضوابطها الخاصة، ما يجعل أي دور وسيط مصري مقبولاً فقط كجزء من جهود بناء الثقة وليس كقناة بديلة للتفاوض المباشر. هذا التوازن يعكس حساسية الملف النووي الإيراني، وأهمية تواصل الدول الإقليمية والدولية بشكل مباشر مع طهران لتجنب تصعيد التوترات.
