السنيورة: إسرائيل تهدد سيادة لبنان مجدداً

بيروت – وكالات أنباء آسيا

2025.08.14 - 12:53
Facebook Share
طباعة

استنكر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، تجول رئيس الأركان الإسرائيلي في مناطق جنوب لبنان الحدودية، واعتبر هذا التصرف "مرفوضاً ومستنكراً"، داعياً إلى احترام سيادة لبنان وحياده عن أي صراعات خارجية.

وفي كلمة له عقب لقائه رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومية، قال السنيورة: "المشهد الذي شهدناه البارحة، لتجول بعض العسكريين الإسرائيليين، ولا سيما رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، أمر مستنكر ومرفوض".

 

وفيما يخص زيارة الموفد الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان، شدد السنيورة على ضرورة أن تكون إيران "فعلياً صديقاً للبنان"، وأن تحترم سيادته وألا تتدخل في شؤونه الداخلية، مشيراً إلى أن "لبنان يُحمّل مسؤوليات لا يستطيع تحملها نتيجة تدخل إيران"، داعياً الجمهورية الإسلامية إلى "تحييد لبنان عن الضغوط الإقليمية".

وأكد السنيورة على أهمية ممارسة الحكمة والحزم في المواقف اللبنانية، لتمكين جميع الأطراف، بما فيها بيئة حزب الله، من الانضواء تحت لواء الدولة. وأضاف: "هناك ثلاث أولويات أساسية لا يمكن تحقيقها دون استعادة الدولة سلطتها الكاملة: أولاً، تمكين الجيش وقوى الأمن الداخلي لحماية لبنان وردع الاعتداءات الإسرائيلية. ثانياً، الحصول على الدعم لإعادة الإعمار في المناطق المتضررة، حيث المستفيد الأول أيضاً بيئة حزب الله. ثالثاً، معالجة آثار الانهيار المالي والاقتصادي واستعادة نمو الاقتصاد اللبناني لتتمكن الدولة من إعادة حقوق المودعين".

الدولة اللبنانية الضامن الوحيد

وأكد السنيورة أن "الحكمة مهمة لممارسة جميع اللبنانيين واجباتهم بما يسهم في إعادة قدرة حزب الله على الانضواء تحت لواء الدولة، وأن الدولة اللبنانية هي الضامن الوحيد لحماية أي فريق من اللبنانيين".

وأشار إلى أهمية الدعم الخارجي "للضغط على إسرائيل ورفع القيود عنها، وتعزيز الجو الداخلي لدعم حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية". وختم بالقول: "أثبتت الأيام أن الدولة اللبنانية هي المأوى والحماية الوحيدة للبنانيين. الوضع صعب، ولكنه يحمل فرصة حقيقية يجب اغتنامها عبر هذه الحكومة لدعم دورها ومساعدتها في تجاوز هذه المحنة".

 

يأتي تجول رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان في وقت حساس تشهده البلاد، حيث تتصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، ويبرز دور حزب الله كلاعب أساسي في معادلة الردع اللبنانية. هذه الخطوة أثارت استنكاراً واسعاً من السياسيين اللبنانيين، بمن فيهم رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، الذين يرون في هذا التصرف تحدياً للسيادة الوطنية وتهديداً للأمن الداخلي.

وتتزامن هذه الجولة مع زيارة الموفد الإيراني علي لاريجاني، في إطار مساعي طهران لتعزيز علاقاتها بالسياسيين اللبنانيين وحزب الله. وقد أثارت الزيارة جدلاً واسعاً حول طبيعة التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية، وسط مطالب بضرورة أن تلتزم إيران بعدم زج لبنان في صراعات خارجية، وخصوصاً في مواجهة إسرائيل.

من جانب آخر، يواجه لبنان تحديات داخلية كبيرة، تشمل الانهيار المالي والاقتصادي الذي أدى إلى تراجع قدرة الدولة على حماية المودعين وتمويل مشاريع الإعمار، إضافة إلى التحديات الأمنية في مواجهة أي اعتداءات إسرائيلية محتملة. وفي هذا الإطار، يركز السنيورة على أهمية استعادة الدولة سلطتها الكاملة على الجيش وقوى الأمن الداخلي، وفرض هيمنة الدولة على السلاح، بما في ذلك السلاح الذي يملكه حزب الله، لضمان استقرار البلاد وحماية المواطنين.



يشكل لبنان اليوم ساحة حساسة لصراع النفوذ الإقليمي، حيث يُنظر إلى جنوب لبنان كمنطقة استراتيجية في أي مواجهة محتملة. وفي الوقت نفسه، يشدد السياسيون اللبنانيون على ضرورة تحييد البلاد عن الصراعات الإقليمية، واستثمار الفرص الحالية لدعم الحكومة اللبنانية في تعزيز سيادتها وقدرتها على حماية المواطنين وإعادة الإعمار واستعادة الاقتصاد.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2