انتهاكات إسرائيلية للصحفيين في جنوب سوريا

2025.08.14 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 قالت لجنة حماية الصحفيين الدولية (CPJ) إن الانتهاكات ضد الصحفيين في جنوب سوريا من قبل القوات الإسرائيلية ازدادت بشكل متعمد ومنهجي خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدة أن هذه التجاوزات تشمل المطاردة والاعتقال والترهيب باستخدام الرصاص الحي.


وأفاد تقرير اللجنة بأن القوات الإسرائيلية وسعت انتشارها في مناطق كانت تخضع لمراقبة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بحجة وجود تهديدات أمنية من جماعات مدعومة من إيران، ما أسفر عن استهداف الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث الميدانية في محافظة القنيطرة القريبة من هضبة الجولان المحتلة.


وأشار التقرير إلى حالات محددة تعرض فيها الصحفيان السوريان نادر دابو من "سيريا مونيتور" ونور أبو حسن من وكالة المدن اللبنانية للمطاردة من قبل جنود إسرائيليين، حيث تم توقيف سيارتهما بعد مطاردة دامت أكثر من نصف ساعة، واضطر الصحفيان لإخفاء معداتهما لتجنب مصادرتها. وقال دابو إن الجنود أفرجوا عنه بعد أن وعد بعدم العودة إلى المنطقة.


وتعرض صحفيون آخرون، وفق اللجنة، لعرقلة عملهم وتدمير معداتهم أو الطرد بالقوة وسط إطلاق نار يرمي إلى الترهيب، مع اتهامات متكررة بدخول مناطق عسكرية حتى أثناء العمل في مناطق مدنية.


ومن بين أبرز الحالات، قال الصحفي السوري أنور عصفور إنه تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل القوات الإسرائيلية أثناء تغطيته للأضرار التي لحقت ببئرين مياه في قرية كودنة، ما أدى لانقطاع المياه عن السكان المحليين. رغم ارتدائه سترة صحفية، قال عصفور إن إطلاق النار كان قريبا جدًا، ومن طائرة دون طيار كانت تحلق فوقه.


كما أوردت اللجنة اعتقال فريق "بي بي سي" العربية ومراسلها فراس كيلاني في مايو/أيار الماضي أثناء تصويرهم قرب مرتفعات الجولان، حيث حوصر الفريق وصودرت معداتهم، واقتيدوا إلى نقطة تفتيش، وعُصبت أعين بعضهم واستجوبوا تحت تهديد السلاح.


وفي حالات أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحفي الفرنسي سيلفان ميركادييه والصحفي المستقل يوسف غريبي والمحامي السوري محمد فياض في قرية الرافع، حيث تعرضوا للتقييد والتعصيب والاحتجاز لساعات قبل إطلاق سراحهم على بُعد ميل واحد من مكان الاعتقال دون تفسير رسمي، مع مصادرة بعض معداتهم الشخصية.


محمد الصطوف، رئيس وحدة الرصد في نقابة الصحفيين السوريين، أكد أن هذه الحوادث تتكرر بشكل متزايد وتشير إلى أن إسرائيل تستخدم القمع كأداة للحد من حرية الإعلام، ومنع وصول المعلومات إلى الرأي العام والمؤسسات الدولية.


ويشير التقرير إلى أن هذه الانتهاكات تمثل تهديدًا مباشرًا لحرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات، مما يعزز الحاجة لمراقبة دولية مستمرة لحماية الصحفيين في مناطق النزاع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6