معركة على نهر الفرات: الولايات المتحدة تحدد مهلتها لـ"قسد"

سامر الخطيب

2025.08.14 - 07:35
Facebook Share
طباعة

 شهدت مدينة دير الزور وريفها تصعيداً عسكرياً، مع اندلاع اشتباكات بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلى جانب مواجهات بين العشائر المحلية و"قسد" في الريف الشرقي للمحافظة.


وفق مراسلين محليين، اندلعت المواجهات ليلة الأربعاء – الخميس، باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية على ضفتي نهر الفرات في الطرف الغربي من المدينة. وأشار المراسلون إلى أن الاشتباكات بدأت بعد استهداف عناصر "قسد" نقطة عسكرية للجيش السوري قرب مستشفى القلب على الضفة المقابلة للنهر، ما أدى إلى إصابة بعض الجنود بالإضافة إلى صيادين من المنطقة، قبل أن يرد الجيش على مصادر النيران.


في المقابل، شهدت بلدة غرانيج في الريف الشرقي مواجهات بين "قسد" ومسلحين من أبناء العشائر المحلية. وأفاد مراسلون بأن "قسد" استقدمت تعزيزات كبيرة وحاصرت حي "الهايس"، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من خمسة مدنيين، وسط تقارير عن أسر أربعة عناصر من "قسد" على يد المسلحين المحليين.


من ناحية أخرى، أفادت مصادر إقليمية بأن تركيا والولايات المتحدة منحتا قائد "قسد"، مظلوم عبدي، مهلة 30 يوماً لتسريع عملية الانضمام إلى دمشق، مع تحذير من أن التحالف الدولي قد لا يتمكن من حمايتهم إذا قررت الحكومة السورية شن هجوم عسكري في حال عدم الالتزام بالاتفاق الموقع في 10 آذار.


وأوضحت المصادر أن تركيا لن تتدخل مباشرة ضد "قسد"، لكنها قد تقدم دعماً محدوداً لعملية محددة تنفذها القوات السورية، وأن الاستعدادات لمثل هذه العملية قد اكتملت جزئياً.


في الوقت ذاته، طلب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، من المسؤولين الأتراك منح المزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية والمفاوضات مع "قسد". ورد المسؤولون الأتراك بأن القرار النهائي يعود للحكومة السورية، مؤكدين استعدادهم لدعم أي طلب رسمي من دمشق في إطار التعاون العسكري وحساسية الأمن القومي التركي.


ومن المتوقع أن تشمل زيارة وفد سوري إلى أنقرة مناقشة التهديدات المشتركة، وأمن الحدود، ومتابعة الاتفاقيات السابقة، فضلاً عن بحث الاستثمارات الاقتصادية المحتملة، بما في ذلك طلب دمشق دعماً أمنياً من تركيا ونشر قوات محدودة على الأراضي السورية إذا دعت الحاجة.


هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، مع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية على "قسد" لتسريع تنفيذ اتفاقياتها مع دمشق، وسط ترقب محلي لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع العسكرية والسياسية في محافظة دير الزور.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3