بوتين يلوح بصاروخ نووي قبل لقاء ترمب

وكالات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.13 - 11:18
Facebook Share
طباعة

تكشف صور أقمار اصطناعية تجارية عن مؤشرات متزايدة على أن موسكو تستعد لاختبار صاروخ "كروز" جديد يعمل بالطاقة النووية، في خطوة تحمل رسائل سياسية وأمنية عميقة قبل أيام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب لبحث أزمة أوكرانيا.

التقييمات، التي أعدها باحثون من معهد "ميدلبري للدراسات الدولية" ومنظمة "سي إن إيه"، استندت إلى صور رصدت نشاطًا لافتًا في موقع "بانكوفو" شمالي روسيا، حيث شوهدت تجهيزات مكثفة تشمل معدات ثقيلة وسفن وطائرات وعناصر بشرية، وهو النمط نفسه الذي رُصد في اختبارات سابقة لصاروخ "9 إم 730 بوريفيستنك" الذي تصفه موسكو بأنه "لا يقهر" أمام أنظمة الدفاع الصاروخي.

توقيت التحضير لهذا الاختبار يثير تساؤلات حول ما إذا كانت موسكو تسعى لاستخدامه كورقة ضغط أو ورقة تفاوض قبيل القمة فالصاروخ، الذي يتميز بمدى شبه غير محدود ومسار طيران يصعب التنبؤ به، يمثل تحدياًاستراتيجياً لمنظومات الدفاع الأميركية، خاصة في ظل إعلان واشنطن عن تطوير "القبة الذهبية" الدفاعية في يناير الماضي.

ورغم أن بعض الخبراء يشككون في قدرة الصاروخ على تجاوز الدفاعات الأميركية أو تقديم ميزة استراتيجية نوعية جديدة، فإن مجرد إظهار الاستعدادات على نطاق واسع، وعلى مرأى من أقمار التجسس الأميركية، قد يكون مقصودًا لإرسال إشارات مزدوجة: إما للتلويح بالتصعيد إذا تعثرت المحادثات، أو لإظهار الاستعداد لتعليق الاختبار كخطوة حسن نية نحو استئناف مسار الحد من التسلح.

معاهدة "نيو ستارت"، التي تمثل آخر ركيزة قانونية تضبط سباق التسلح النووي بين القوتين، تقترب من الانتهاء في فبراير المقبل.
ومع غياب اتفاق بديل، فإن أي تحرك روسي في مجال تطوير أو اختبار أسلحة استراتيجية جديدة سيُقرأ في واشنطن كتصعيد محتمل.

البعد الأهم في هذه الخطوة يكمن في الجمع بين الرسالة العسكرية والرمزية السياسية. ففي الوقت الذي تستمر فيه الحرب في أوكرانيا، ويرتفع منسوب التوتر بين موسكو والغرب، يأتي اختبار سلاح استراتيجي جديد ليعزز صورة بوتين داخليًا كزعيم يتحدى الضغوط الغربية، وفي الخارج كطرف يمتلك أوراقًا صلبة على طاولة المفاوضات.

ومع أن البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الدفاع الروسية تجنبوا التعليق المباشر على هذه المؤشرات، فإن احتمالات إجراء الاختبار في الأسبوع نفسه الذي تُعقد فيه القمة في ألاسكا تضيف بُعدًا إعلاميًا محسوبًا. فنجاح التجربة – إذا تم – سيضع بوتين في موقع تفاوضي أقوى، بينما فشلها أو تأجيلها قد يُستخدم للإشارة إلى انفتاح تكتيكي تجاه واشنطن.

يتضح أن الاستعداد لاختبار "بوريفيستنك" لا ينفصل عن سياق الصراع الجيوسياسي الأكبر، حيث تستخدم موسكو أدوات الردع الاستراتيجية كأوراق في لعبة الشد والجذب مع الولايات المتحدة، بينما تتجه الأنظار إلى القمة المقبلة التي قد تحدد ملامح المرحلة التالية من المواجهة أو الانفراج بين القوتين النوويتين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10