حذّرت تركيا وسوريا، اليوم الأربعاء، من محاولات إسرائيلية لإضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى تهدد وحدة أراضيها واستقرارها الداخلي.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني في أنقرة، إن "فتح صفحة جديدة في العلاقات التركية-السورية منذ ديسمبر الماضي يمثل فرصة للأمل لسوريا والمنطقة"، مشيرًا إلى المشاريع التنموية الجارية في سوريا، بما يشمل قطاع الطاقة.
وأضاف فيدان أن "هناك قوى تسعى لتعكير صفو سوريا واستغلال بعض المؤامرات بدءًا من الساحل السوري وصولاً إلى السويداء، وكذلك من خلال أنشطة قوات سوريا الديمقراطية"، محذرًا من أن هذه التحركات تصب في مصلحة إسرائيل.
وتابع: "نحن نتفق مع الحكومة السورية على وحدة الأراضي السورية، وأن أي خطوات إسرائيلية على حساب دول الجوار تؤدي للفوضى وعدم الاستقرار". وأكد فيدان أن تركيا تتابع التطورات عن كثب، وتجري لقاءات مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك، داعيًا وحدات حماية الشعب الكردية لتغيير سياستها والانخراط في بناء سوريا الجديدة.
من جهته، أكد الشيباني أن "دعم الفوضى في سوريا يهدد وحدة الدولة"، مشددًا على أهمية التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة الإرهاب وحماية الحدود. وأوضح أن "التحديات الحالية لا تقل خطورة عن تلك التي واجهتها سوريا خلال سنوات الحرب، مع تدخلات خارجية تهدف للتقسيم واستغلال الطائفية والفتنة".
كما اعتبر الشيباني أن "الأحداث في السويداء مفتعلة من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية"، داعيًا السكان إلى تغليب لغة العقل وإفساح المجال للدولة للقيام بدورها، محذرًا من أن أي مؤتمر محلي لا يمثل الشعب السوري يُعد نقضًا لاتفاق العاشر من مارس.
هذت وزار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سوريا مؤخرًا في خطوة دبلوماسية وصفت بأنها "تاريخية" بعد سنوات من التوتر بين البلدين. وتأتي الزيارة في سياق فتح صفحة جديدة بالعلاقات التركية-السورية منذ ديسمبر 2024، حيث سعت أنقرة ودمشق لتجاوز تداعيات الحرب الأهلية السورية وإطلاق مرحلة تعاون سياسي وأمني واقتصادي.
شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات والمشاريع التنموية، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، ضمن جهود تركيا لدعم إعادة إعمار سوريا وتعزيز الاستقرار الإقليمي. كما تناولت المباحثات ملفات الأمن المشترك، مواجهة الإرهاب، وضبط الحدود، إضافة إلى التباحث حول الوضع في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية، في محاولة لتقليص التوترات الداخلية.
تأتي هذه الخطوة بعد مرحلة من التباين بين البلدين، لكنها تعكس رغبة مشتركة في تحقيق وحدة الأراضي السورية، والحد من التدخلات الإسرائيلية وأي محاولات لزعزعة الاستقرار، وفق تصريحات مسؤولين من الجانبين.