صهاريج المياه الملوثة تهدد صحة الأسر في لبنان

2025.08.13 - 10:47
Facebook Share
طباعة

 أصبحت أزمة المياه جزءاً من حياة الكثير من الأسر في مناطق مختلفة، ما دفع العديد من السكان إلى الاعتماد على صهاريج المياه المتنقلة لتعبئة خزانات المنازل. في البداية، قدّمت هذه الخدمة حلاً مؤقتاً لانقطاع المياه، لكنها تحولت مع الوقت إلى مصدر قلق صحي كبير نتيجة تزايد حالات التلوث وانتشار الأمراض المرتبطة بالمياه غير النظيفة.

ما يزيد المخاوف هو أن معظم الصهاريج لا تخضع لأي رقابة صحية، ولا يتم التأكد من نظافة المياه أو صلاحيتها للاستخدام، كما أن تعقيم الخزانات أو الأنابيب المستخدمة في التعبئة غالباً ما يكون غائباً. مع غياب الرقابة والوعي أحياناً، تتحول خزانات المياه إلى بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، ما يؤدي إلى إصابة الكثيرين بأمراض خطيرة، خصوصاً الأطفال وكبار السن.

يعاني عدد كبير من الأسر من آثار هذه المشكلة، حيث تتغير طعم ورائحة المياه عند التعبئة، وتظهر أعراض مثل الإسهال وارتفاع الحرارة، والتي غالباً ما تكون ناتجة عن مياه ملوثة أو خزانات لم يتم تنظيفها لفترات طويلة. وقد لوحظ أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر، لأن مناعتهم أضعف، وقد تتطور حالتهم بسرعة إذا لم يتم التعامل مع المشكلة فوراً.

وأشارت مختصات في الصحة العامة إلى أن المياه الملوثة تعد من أخطر أسباب الأمراض المنتشرة في المجتمعات التي تفتقر للرقابة الكافية. وأكثر الأعراض شيوعاً تشمل الإسهال الحاد، التسمم الغذائي، وأمراض الكبد. وللوقاية، ينصح بتعقيم الخزانات بشكل منتظم، وغلي المياه عند الشك، وعدم تعبئة المياه من أي مصدر مجهول.

يتضح أن تلوث المياه الناتج عن إهمال صهاريج التعبئة وسوء صيانة خزانات المياه المنزلية أصبح مشكلة صحية حقيقية تتطلب تدخلاً سريعاً. المسؤولية ليست فقط على أصحاب الصهاريج، بل تقع أيضاً على الأسر في الحفاظ على نظافة خزاناتها ومصادر المياه.

وتشدد الحاجة إلى تدخل الجهات المختصة بشكل عاجل، من خلال فرض ترخيص على الصهاريج، وإجراء فحوصات دورية للمياه، وتنظيم حملات توعوية حول أهمية نظافة الخزانات وصيانة مصادر المياه. الماء هو أساس الحياة، والحفاظ على نظافته مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالدولة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2