مخاطر الطيران الشراعي تهدد السياحة اللبنانية

2025.08.13 - 10:44
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة جونية في لبنان حادثة جديدة في رياضة الطيران الشراعي، حيث اصطدم طيار شراعي كان يقل أحد الركاب بالجدار الفاصل المحاذي للمدرج أثناء عملية الهبوط، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بالغة تم نقلهما على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة التساؤلات حول سلامة ممارسة الطيران الشراعي في لبنان، خصوصاً مع ارتفاع الطلب على هذه الرياضة خلال فصل الصيف، حيث يتوافد السياح والمواطنون على المنطقة للاستمتاع بتجربة فريدة وإطلالة ساحرة على خليج جونية، أحد أجمل المواقع على البحر الأبيض المتوسط.

ورغم الشهرة التي اكتسبها الطيران الشراعي كرياضة ترفيهية وجذب سياحي، فإن تكرار الحوادث المؤسفة خلال الأشهر الماضية يثير القلق بشأن مستقبل هذه الرياضة في البلاد. ففي أيار الماضي، توفي الشاب حسين من المنية، وهو يحمل الجنسية الأسترالية، إثر سقوطه بطريقة مروعة أثناء ممارسته الطيران الشراعي. كما شهد شهر نيسان الماضي حادثاً خطيراً نجا منه شابان بعد سقوط طائرتهما الشراعية في المياه قبالة المدرج، ما يعكس المخاطر المستمرة التي تهدد المشاركين.

تكرار هذه الحوادث المؤسفة يطرح عدة تساؤلات حول الإجراءات الوقائية المعتمدة، ومدى كفاية التدابير التنظيمية لضمان سلامة الطيارين والركاب. كما يثير النقاش حول ضرورة فرض قواعد صارمة للسلامة، تشمل صيانة المعدات بشكل دوري، تدريب الطيارين بشكل مكثف، والرقابة المستمرة على مدارج الإقلاع والهبوط، لتقليل احتمالات وقوع الحوادث.

إضافة إلى ذلك، يواجه القطاع السياحي اللبناني تحدياً مزدوجاً، إذ يعتمد كثير من السياح على تجربة الطيران الشراعي كعامل جذب، لكن استمرار الحوادث قد يؤدي إلى تراجع الثقة لدى الزوار ويؤثر سلباً على حركة السياحة الصيفية. وبناءً على ذلك، من المهم أن تتعاون السلطات اللبنانية مع شركات الطيران الشراعي لوضع خطة شاملة لتحسين السلامة، تشمل اعتماد بروتوكولات صارمة ومراقبة دقيقة لجميع الرحلات.

في ظل تكرار الحوادث الأخيرة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستطيع رياضة الطيران الشراعي في لبنان استعادة ثقة المشاركين والسياح، أم أن المخاطر المستمرة ستفرض إعادة تقييم مستقبلها بشكل جدي؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3