تواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجية جهودها المكثفة لمكافحة سلسلة من الحرائق التي اندلعت خلال الأيام الماضية في مناطق بريفَي اللاذقية وحماة، وفق ما أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، مساء الثلاثاء.
وأشار الصالح إلى أن الجهود الميدانية أسفرت حتى الآن عن إخماد خمسة حرائق بشكل كامل، بينما لا تزال فرق الطوارئ تعمل على السيطرة على حريقين آخرين، وسط ظروف صعبة فرضتها التضاريس الوعرة وشدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة.
وتمتد مواقع الحرائق بين عدة مناطق رئيسية، منها الحفة (عين التينة، كرم المعصرة، دير ماما)، وجبل التركمان (الشحرورة، سلور، طريق اليمضية)، إضافة إلى القرداحة، وجبلة – كلماخو، وكسب، وسهل الغاب – رأس الشعرة. ويعمل رجال الإطفاء في هذه المواقع على مكافحة النيران رغم انعدام خطوط النار في بعض المناطق، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق.
خلال يومي 10 و11 من آب، استجابت فرق الطوارئ في عموم سوريا لنحو 26 حريقاً، شملت 10 حرائق حراجية، و4 حرائق منازل، و12 حريقاً متنوعاً، في مؤشر على ارتفاع وتيرة الكوارث الصيفية التي تتطلب جهداً متواصلاً من جميع الجهات المعنية لضمان السيطرة الكاملة على الوضع ومنع تجدد البؤر المشتعلة.
ويشهد فصل الصيف في سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في الحرائق نتيجة موجات الحر الشديدة والجفاف المتواصل، ما يجعل مناطق الغابات، مثل سهل الغاب، أكثر عرضة للخطر. وتبرز الحاجة الماسة لتعزيز منظومات الإنذار المبكر، وتحسين جاهزية فرق الإطفاء وتوفير المعدات المناسبة لمواجهة مثل هذه الكوارث البيئية المتكررة.
ويؤكد الصالح أن العمل الميداني مستمر على مدار الساعة، مع مراقبة دقيقة لكافة المناطق التي شهدت حرائق، لضمان عدم انتشارها مجدداً، وحماية المواطنين والممتلكات البيئية والزراعية من الخسائر الكبيرة. كما دعا الوزير إلى ضرورة التعاون المجتمعي في الإبلاغ الفوري عن أي حرائق محتملة، لدعم الجهود الرسمية في السيطرة عليها بسرعة وفعالية.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتعرض البلاد لموجات جفاف متكررة، يبقى التأهب والجاهزية المستمرة لفرق الطوارئ هو العامل الأهم للحد من أضرار الحرائق وضمان سلامة السكان والحفاظ على التنوع البيئي في المناطق الغابية.