شهدت سماء محافظة السويداء جنوبي سوريا مساء الثلاثاء تحليقًا لطائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي، في خطوة أثارت قلق السكان المحليين والمحللين الأمنيين، وسط غموض حول الأهداف الحقيقية لهذه التحركات الجوية. ولم تصدر أي تقارير رسمية تؤكد تنفيذ هجمات جوية، لكن التجارب السابقة في المنطقة جعلت مثل هذه التحليقات مثار توتر دائم لدى الأهالي.
جاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الذي شدد على التزام حكومته بحماية جميع مكونات محافظة السويداء، مؤكداً رفض أي محاولات لوضع الطائفة الدرزية في "معادلة الإقصاء أو التهميش تحت أي ذريعة". وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنية عمان ضم الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي، بالإضافة إلى مبعوث واشنطن إلى دمشق وسفيرها لدى أنقرة توماس باراك، بهدف بحث التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة.
ويأتي هذا التوتر في وقت لا تزال محافظة السويداء تعاني من آثار الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في منتصف يوليو الماضي بين مجموعات محلية وعشائر بدوية، وأسفرت عن مئات القتلى. وبعد أسبوع من المواجهات، أعلنت الحكومة السورية وقفًا لإطلاق النار في أربع مناسبات، كان آخرها مستمرًا منذ 19 يوليو، في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع تصعيد العنف.
كما شكلت وزارة العدل السورية لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها السويداء، والتي تضمنت اعتداءات وانتهاكات متعددة، وحددت اللجنة مدة ثلاثة أشهر لتقديم تقريرها النهائي، بهدف معالجة الانتهاكات وضمان مساءلة المسؤولين عن أعمال العنف.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودًا مكثفة لاستعادة الاستقرار والأمن في جميع المحافظات، خصوصًا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، الذي حكم البلاد لمدة 24 سنة. وتأتي هذه الجهود في سياق محاولات إعادة بناء الدولة وإرساء آليات قانونية وأمنية تحمي المواطنين وتضمن ضبط الوضع الأمني بعد سنوات من الفوضى والصراع.
وفي ظل هذه التطورات، يترقب سكان السويداء والأوساط السياسية في سوريا النتائج النهائية للجنة التحقيق، بينما يظل التوتر جليًا بفعل التحليقات الجوية الإسرائيلية المتكررة، التي تعتبر مؤشرًا على هشاشة الوضع الأمني في المناطق الجنوبية من البلاد، وعلى استمرار المخاطر الإقليمية التي تهدد استقرار المحافظة.