أميركا تكشف تفاصيل مشروع القبة الذهبية الدفاعي

واشنطن- وكالة أنباء آسيا

2025.08.13 - 08:57
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس طموحًا غير مسبوق في مجال الدفاع الصاروخي، عرضت الحكومة الأميركية تفاصيل مشروع "القبة الذهبية" الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كأضخم منظومة حماية متعددة الطبقات في تاريخ الولايات المتحدة، بميزانية مبدئية مرصودة تصل إلى 175 مليار دولار، وتنفيذ مستهدف بحلول عام 2028.

وفقًا للعروض التعريفية التي قُدمت أمام 3 آلاف متعاقد دفاعي في هانتسفيل بولاية ألاباما تحت شعار "انطلق بسرعة، فكر بشكل كبير!"، فإن المنظومة ستتألف من أربع طبقات رئيسية — طبقة واحدة في الفضاء وثلاث على الأرض — تشمل أنظمة استشعار وتتبع فضائية، وصواريخ اعتراضية، ومنظومات رادار، وربما أسلحة ليزرية. كما تتضمن الخطة نشر 11 بطارية قصيرة المدى موزعة على الولايات المتحدة وألاسكا وهاواي، إضافة إلى حقل صواريخ ضخم في الغرب الأوسط.

المشروع، المستوحى من القبة الحديدية الإسرائيلية ولكن على نطاق جغرافي أوسع وأكثر تعقيدًا، يهدف إلى حماية الأراضي الأميركية من تهديدات صاروخية باليستية أو فرط صوتية متطورة. ومع ذلك، ما زالت بعض المعالم الفنية غير محسومة، مثل عدد منصات الإطلاق، ومحطات الرادار، والمواقع النهائية للصواريخ الاعتراضية، مما يثير شكوكًا في الأوساط الدفاعية حول الجدول الزمني والكلفة النهائية.

حتى الآن، خصص الكونغرس 25 مليار دولار ضمن قانون الضرائب والإنفاق الذي أقر في يوليو/تموز، إضافة إلى 45.3 مليار دولار أخرى طلبها ترامب في ميزانية 2026. وتشارك شركات دفاعية كبرى، أبرزها لوكهيد مارتن، في تصنيع مكونات الطبقة العليا من النظام، بما في ذلك الجيل الجديد من الصواريخ الاعتراضية (NGI) ومنظومات "ثاد".


مشروع "القبة الذهبية" يأتي في سياق تصاعد التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقوى كبرى مثل الصين وروسيا، التي تطور أنظمة صواريخ باليستية وفرط صوتية متقدمة، ما يدفع واشنطن إلى تعزيز دفاعاتها متعددة الطبقات. ويشير محللون إلى أن تبني نموذج القبة الحديدية الإسرائيلية يعكس رغبة أميركية في الجمع بين سرعة الاعتراض ودقة الاستهداف، لكن على نطاق استراتيجي عالمي.

 


يرى خبراء الدفاع أن مشروع "القبة الذهبية" قد يفتح فصلًا جديدًا في سباق التسلح العالمي، إذ من المرجح أن يدفع القوى المنافسة، مثل روسيا والصين، إلى تطوير أنظمة صواريخ أكثر تعقيدًا قادرة على اختراق الطبقات الدفاعية الأميركية، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية والمركبات الانزلاقية. كما أن استثمار واشنطن في هذا المشروع على نطاق غير مسبوق قد يثير مخاوف من عسكرة الفضاء، خاصة مع اعتماد المنظومة على طبقة فضائية متقدمة للرصد والاعتراض. ويرى محللون أن نجاح القبة الذهبية سيعيد رسم موازين القوة الاستراتيجية، لكن فشلها أو تأخرها قد يكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات ويترك فجوات خطيرة في مظلة الدفاع الوطني.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8