تحرير لبنان من الاحتلال والفتنة يحتاج لجبهة يقودها علمانيون

خضر عواركة #وكالة_أنباء_اسيا

2025.08.13 - 08:11
Facebook Share
طباعة

 من أخطر ما يمكن أن يواجه لبنان اليوم هو استدراج الإسرائيليين وحلفائهم للبنانيين نحو فتنة طائفية، سواء على خط السني–الشيعي أو الشيعي–الماروني.
فالفتنة، على عكس أي أزمة سياسية أو اقتصادية أو حتى حرب عسكرية، إذا اشتعلت فلن ينجو منها أحد. هي نار عمياء، تحرق الأخ قبل العدو، وتحوّل الوطن إلى مقبرة جماعية لا يخرج منها غالب ولا مغلوب.

التجارب التاريخية تثبت أن أخطر القادة هم من يصرّون على البقاء في مواقعهم حتى لو كان وجودهم سببًا في تمكين اسرائيل من استخدام الطوائف ضدهم لأنهم هم جزء من كيان طائفي.

. أمّا القائد الحكيم، فإذا رأى أن المعركة حتمية، تنازل عن موقعه ليضع مكانه قيادة علمانية وطنية جامعة، بلا انتماء ديني أو مذهبي، قادرة على توحيد اللبنانيين خلف هدف واحد:
لبنان مستقل، حر، لا يخضع لاحتلال إسرائيلي، ولا لهيمنة أميركية أو سعودية أو إيرانية.

اليوم، نعيش احتلالًا من نوع جديد، احتلالًا يسيطر أولًا على عقول وإرادة الحكّام، عبر التهديد بالعقوبات الأميركية أو الخوف من الاغتيالات الإسرائيلية. حكّام بعضهم يملكون مليارات في الخارج، يخشون خسارتها، أو يعانون عقدًا نفسية تدفعهم لخدمة مشاريع غير وطنية وهم يتوهمون أنهم يحققون بطولات طائفية

الحلّ ليس في حكم سنّي أو شيعي أو ماروني، بل في حكم وطني لا تهمه الطائفة ولا الدين، بل مصلحة لبنان فقط. تجربة الحكم الطائفي أثبتت فشلها؛ الرد على مهاجمة إيران بمهاجمة السعودية والعكس قد يرضي الغرائز الطائفية، لكنه لا يبني وطنًا، بل يمهّد لمقبرة جماعية.

انظروا إلى سوريا: مئات من الإعلاميين والمثقفين المرتبطين بالممول الاجنبي ساهموا في جرّ البلاد إلى حرب دموية، ثم فرّوا عند اشتعالها، تاركين الشعب يواجه الخراب. واليوم في لبنان، أرباب الفتنة سيهربون فور اندلاع العنف، كما فعل غيرهم.

لا شيعي ينتصر، ولا سنّي ينتصر، ولا ماروني ينتصر في الفتنة. حتى إذا غلب طرف، سيتحوّل إلى صراع داخلي بين أبناء الطائفة نفسها. الأمن والأمان لن يتحققا في لبنان إلا بحكم لا يقيّده دين ولا مذهب، بل يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

وهذا لن يتحقق إلا عبر تحرك شعبي وطني، تقوده جبهة سياسية لا أهداف طائفية لها. و على من يدّعي أنه "أم الصبي" أن يتراجع خطوة إلى الخلف، ويفسح المجال أمام قيادة علمانية نظيفة اليد لإنقاذ لبنان من الاحتلال، والعمالة، والخيانة، والفتنة. فالخونة لا يصبحون أبطالًا إلا حين يهاجمهم خصوما طائفيون، فيحتمون بطوائفهم وينجون من المحاسبة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8