معتقلو "حراك الريف" يضربون عن الطعام… رسالة من خلف القضبان

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.13 - 01:21
Facebook Share
طباعة

دخل ستة من أبرز معتقلي "حراك الريف" في المغرب، يقضون عقوباتهم في "سجن طنجة 2"، في إضراب رمزي عن الطعام والشراب لمدة 48 ساعة، تضامنًا مع ضحايا سياسة التجويع التي يتعرض لها المدنيون في غزة والسودان، واحتجاجًا على ما وصفوه بـ"تقاعس المجتمع الدولي" في مواجهة جرائم الإبادة.

ووفقًا لما نشره موقع هسبريس المغربي، فإن المعتقلين هم: ناصر الزفزافي، ومحمد جلول، ومحمد حاكي، وسمير إغيذ، وزكريا أضهشور، ونبيل أحمجيق. وأكدت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان سارة سوجار، عقب زيارتها لهم يوم الاثنين، أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لمواقف سابقة أظهر فيها المعتقلون تفاعلًا مع قضايا إنسانية داخل المغرب وخارجه، رغم ظروفهم الصعبة.

سوجار أوضحت أن معتقلي الحراك "اختاروا التعبير عن تضامنهم عبر الإحساس المباشر بالجوع والعطش، كخطوة رمزية تحمل عمقًا إنسانيًا"، مضيفة أن هذه ليست المبادرة الأولى من نوعها، إذ سبق لهم التبرع بمخصصات إعاشتهم لصندوق تدبير جائحة كورونا، والتضامن مع المتضررين من زلزال الحوز، والمشاركة الرمزية في احتجاجات محلية.

تعود قضية "حراك الريف" إلى احتجاجات اندلعت في مدينة الحسيمة شمال المغرب عام 2016، إثر مقتل بائع السمك محسن فكري، قبل أن تتحول إلى حركة اجتماعية تطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. وقد واجهت السلطات هذه الاحتجاجات بحملة اعتقالات واسعة، وأصدرت أحكامًا ثقيلة بالسجن بحق قادتها، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة محليًا ودوليًا.

أما على الصعيد الإقليمي، فقد تزامنت هذه الخطوة التضامنية مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي والهجمات المستمرة، إضافة إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان بفعل النزاع المسلح هناك. ويشير مراقبون إلى أن "رسالة معتقلي الحراك" تتجاوز حدود التضامن الرمزي، لتعكس موقفًا سياسيًا وإنسانيًا يربط بين النضالات المحلية والقضايا العالمية.

هذه المبادرة، على محدودية مدتها، تحمل أبعادًا رمزية قوية؛ فهي تأتي من سجناء يقضون أحكامًا مطولة، لكنهم يصرون على لعب دور في المجال العام عبر ما يُسمى "النضال من داخل الزنازين". كما أنها تكشف عن تداخل البعد الإنساني مع السياسي في حراك الريف، إذ يرى هؤلاء المعتقلون أن التضامن مع فلسطين والسودان هو امتداد لمعركتهم من أجل العدالة والكرامة داخل المغرب.

كما أن اختيارهم الربط بين غزة والسودان يسلط الضوء على مفهوم "توحيد قضايا المقهورين"، في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا في التضامن الدولي الفعال، بحسب وصفهم. وبالنظر إلى تاريخ السجون المغربية في العقود الماضية، فإن البيانات والمواقف التي تخرج من خلف القضبان كثيرًا ما كانت تحمل وزنًا رمزيًا، وتؤثر في الرأي العام، رغم محاولات تهميشها.

في المحصلة، الإضراب عن الطعام الذي أطلقه معتقلو حراك الريف، وإن كان قصير المدة، يمثل رسالة مزدوجة: تحدٍّ لسياسة الصمت الدولية تجاه الأزمات الإنسانية، وتأكيد أن "القضية الفلسطينية" وقضايا الشعوب المقهورة لا تنفصل عن مطالب الحرية والعدالة داخل المغرب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7