تركيا تتقدم وإسرائيل تواجه تحديات استراتيجية كبرى

وكالة أنباء آسيا

2025.08.12 - 10:57
Facebook Share
طباعة

يرى الكاتب الإسرائيلي عميت ياجور في مقاله بصحيفة "معاريف" أن إسرائيل تواجه أزمة استراتيجية حقيقية بسبب تركيزها الضيق على قطاع غزة وحركة حماس، متجاهلة التحولات الإقليمية الأوسع التي تعزز من نفوذ تركيا وتعيد رسم موازين القوى في المنطقة.

هذا التوجه يهدد بتراجع موقع إسرائيل الإقليمي ويعكس تخبطًا واضحاً في السياسة العسكرية والسياسية التي تتبعها تل أبيب، ما يستوجب إعادة تقييم جذرية للنهج المتبع.

مقال الكاتب الإسرائيلي عميت ياجور في "معاريف" يعكس رؤية نقدية حادة للسياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، ويكشف عن اختلالات استراتيجية عميقة قد تهدد مكانة إسرائيل الإقليمية على المدى البعيد، ياجور يسلط الضوء على ضعف إسرائيل في التعاطي مع واقع المدنيين في غزة، وعدم اتخاذ خطوات جادة لإبعادهم عن ساحات القتال، مما يسمح باستمرار حالة عدم الحسم العسكري والسياسي. هذه النقطة مهمة لأنها تكشف عن فجوة بين الواقع الميداني والتخطيط العسكري والسياسي، وتعكس تخبطاً في الاستراتيجية عوضاً عن خطة واضحة ومنسقة للحسم.

الكاتب يرى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول التوفيق بين هدفين متناقضين؛ تحرير الأسرى وإجبار حركة حماس على الاستسلام، لكن هذه المحاولة تبدو غير مدعومة بخطة عسكرية أو سياسية واضحة.
التشتت في الرؤية والاستراتيجية يعزز من حالة التوتر والانسداد في الصراع، ويؤخر تحقيق أي انفراجة حقيقية.

الأهم الإشارة إلى التحول الإقليمي لصالح تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي وصفه الكاتب بأنه "لا يمزح".
فالتركز الإسرائيلي على غزة وحماس وحدهما يعني تجاهل الصورة الأكبر لمشهد إقليمي أوسع تتغير فيه موازين القوة. تركيا بنت علاقات اقتصادية وعسكرية معقدة ومتنوعة في آسيا وأفريقيا، تلعب دوراً مزدوجاً بين دعم حركات الإسلام السياسي والتفاوض مع القوى العالمية، ما يمنحها نفوذاً إقليمياً متنامياً على حساب إسرائيل.

الكاتب يذكر أن تركيا نجحت في إحراز مكاسب استراتيجية مثل الممر الاقتصادي الجديد بين آسيا وأوروبا عبر أراضيها، والذي يهدد دور إسرائيل التقليدي في المسارات الاقتصادية الجنوبية.
كما أن التوترات الجيوسياسية بين الهند والولايات المتحدة عززت مكانة تركيا كمركز اقتصادي بديل، ما يشكل تحدياً إضافياً لإسرائيل.

أن استمرار إسرائيل في التركيز الضيق على ملف غزة، دون استيعاب التحولات الإقليمية الأوسع، يعرضها لخسائر استراتيجية كبرى، وربما يحول مركز القوة الإقليمي بعيداً عنها إلى تركيا، هذه الرؤية تستدعي مراجعة شاملة للسياسة الإسرائيلية الخارجية والعسكرية لتجنب المزيد من التراجع الإقليمي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5