نتنياهو يرفض صفقات جزئية ويصر على الاحتلال

غزة _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.12 - 10:29
Facebook Share
طباعة

تطور جديد في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل قاطع رفضه لأي صفقات جزئية تتعلق بإطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين المحتجزين لدى حركة حماس.
جاء هذا التصريح خلال مقابلة مع قناة "i24"، حيث أوضح أن إسرائيل تتجه نحو صفقة شاملة لإعادة جميع الرهائن، بشروط تحددها تل أبيب، رافضاً أي مقترحات لإطلاق سراح جزئي أو وقف إطلاق نار محدود وفي الوقت ذاته، أشار نتنياهو إلى رغبته في تقصير مدة احتلال مدينة غزة، مع السماح لسكان القطاع بالخروج إذا رغبوا في ذلك، في خطوة قد تفتح الباب أمام موجات نزوح جديدة من القطاع.

تأتي تصريحات نتنياهو في وقتٍ تحاول فيه مصر والوسطاء الدوليون إحياء خطة تهدف إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا تسمح بإطلاق سراح بعض الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن إسرائيل تبدو غير راغبة في تبني مثل هذه الاتفاقات الجزئية، معتبرة أن المفاوضات يجب أن تتم ضمن صفقة شاملة تكفل استعادة كافة الرهائن، الأحياء منهم والأموات.
ويعكس هذا الموقف التصلب الإسرائيلي وتصعيده، خاصة مع موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ما أثار إدانات عربية ودولية واسعة، وأشعل مخاوف من مزيد من التصعيد العسكري والإنساني في القطاع.

من جانبه، يسعي نتنياهو إلى تعزيز موقفه التفاوضي عبر رفض التقسيم الجزئي للصفقات، وهو ما قد يكون محاولة لإحكام السيطرة على المشهد السياسي والأمني، والضغط على حركة حماس من خلال مواصلة العمليات العسكرية وتضييق الخناق على القطاع.
كما أن تقصير مدة الاحتلال المرتقب لغزة قد يعكس استراتيجية إسرائيلية للانتهاء سريعًا من العمليات العسكرية الكبرى، ولكن في الوقت نفسه، هذا الموقف يفتح المجال أمام سيناريوهات معقدة بشأن مصير السكان المدنيين، خصوصًا مع تصريحات نتنياهو حول السماح لهم بالخروج إلى دول أخرى، دون تحديد تلك الدول، مما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية ونازحين على نطاق واسع.

كما يعكس هذا التعنت الإسرائيلي تحديًا مباشرًا للمبادرات الدولية التي تحاول تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، ويفتح المجال أمام تصعيد أكبر في المواجهة، خصوصًا أن استمرار الاحتلال والسيطرة العسكرية المكثفة قد يزيد من الغضب الشعبي ويعمق الأزمة الإنسانية.
من ناحية أخرى، يشير الموقف الإسرائيلي إلى أن الملف الفلسطيني والرهائن سيكون نقطة محورية في أي مفاوضات مستقبلية، وأن إسرائيل مصممة على فرض شروطها الخاصة التي قد لا تتفق مع توجهات المجتمع الدولي أو الوسطاء الإقليميين.

بالمحصلة، فإن رفض نتنياهو للصفقات الجزئية ورغبته في إنهاء الاحتلال بسرعة يضع المنطقة أمام تحديات جديدة على صعيد السلام والاستقرار، ويزيد من تعقيد إمكانية التوصل إلى تسوية في المستقبل القريب، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وتفاقم الأزمة السياسية في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8