تصعيد إسرائيلي يستهدف رمز المقاومة الفلسطينية عز الدين القسام

القدس- وكالة أنباء آسيا

2025.08.12 - 12:38
Facebook Share
طباعة

في خطوة استفزازية جديدة تُنذر بتوترات متصاعدة، تعتزم أجهزة الأمن الإسرائيلية عقد جلسة حاسمة اليوم لمناقشة مقترح نقل قبر الشهيد الفلسطيني عز الدين القسام من مقبرته التاريخية في حيفا. هذه الخطوة، التي تُعد مساسًا مباشرًا بذاكرة المقاومة الفلسطينية، تأتي في إطار تصعيد متواصل يهدف إلى محو رموز النضال الفلسطيني، مما يفتح الباب أمام تداعيات خطيرة على الساحة الإقليمية والدولية.

 


أفادت تقارير عبرية أن جلسة خاصة ستُعقد بين رئيس لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي، النائب المتطرف يتسحاق كرويزر، ومسؤولين من الشاباك والشرطة الإسرائيلية، لبحث مقترح نقل قبر القسام. كرويزر، عضو حزب "القوة اليهودية"، يرى في هذه الخطوة "ورقة تفاوض" محتملة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، أو نقل القبر إلى مقبرة مخصصة للمقاومين الإسرائيليين، في محاولة لمحو رمزية الموقع الأصلي.

القناة السابعة العبرية نقلت تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصف القسام بـ"رمز الإرهاب"، مؤكداً أن هدم قبره كان مخططًا له قبل أحداث 7 أكتوبر، لكن التطورات الأخيرة أعطت الموضوع أولوية أكبر. وقال بن غفير في جلسة استماع بلجنة الداخلية بالكنيست:
"أصدر أمراً بهدم قبر عز الدين القسام، وستتولى الشرطة تنفيذ الهدم وتأمينه. لا يمكن للإرهابيين أن يرتاحوا حتى في الموت."

 

عز الدين القسام، الذي وُلد عام 1883 في بلدة جبلة على الساحل السوري، هو أحد أبرز قادة المقاومة في التاريخ الفلسطيني والإسلامي الحديث. كان عالماً مسلماً وداعية ومجاهدًا، قاد حركة مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا والبريطاني في فلسطين، حتى استشهد عام 1935 في معركة مع القوات البريطانية قرب جنين. كان لموته أثر بالغ في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، التي شكلت محطة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.

تحمل كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اسمه، كتكريم رمزي ودلالة على استمرار مسيرة المقاومة.


-
حتى الآن، لم تصدر جهة فلسطينية رسمية ردود فعل موثقة على هذا التطور، ولكن مصادر فلسطينية أكدت لوكالة أنباء آسيا أن هذه الخطوة ستُعتبر استفزازاً كبيراً يعكس تصعيدًا ممنهجًا ضد رموز الشعب الفلسطيني ومقدساته.

من جانب آخر، دعا ناشطون فلسطينيون ودوليون إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الخطوات التي تقوض فرص السلام وتزيد من احتمالات التصعيد الأمني.


مقترح نقل قبر عز الدين القسام ليس مجرد ملف تراثي أو تاريخي، بل يمثل معركة رمزية تحمل أبعاداً سياسية وإنسانية عميقة. في وقت يواصل فيه الشعب الفلسطيني صموده في وجه الاحتلال، تُشكل هذه الخطوات الإسرائيلية محاولة واضحة لمحو ذاكرة المقاومة وفرض رواية جديدة قد تزيد من تأجيج النزاع بدلاً من دفعه نحو حلول سلمية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4