إيقاف عرض مسرحي بسبب انتقاد الحكومة السورية
أعلنت وزارة الثقافة السورية قرارها بإيقاف عرض مسرحي كان من المقرر تقديمه للأخوين المسرحيين محمد وأحمد ملص، المعروفين بـ"الأخوين ملص"، إضافة إلى تعليق كافة الورشات المسرحية التي يديرونها، وذلك على خلفية منشور انتقدا فيه الحكومة السورية.
كان من المفترض أن يُعرض العمل المسرحي "كل عارٍ وأنتم بخير" في محافظة طرطوس بتاريخ 13 آب الجاري، لكن قرار الإيقاف جاء مفاجئًا بعد نشر الأخوين ملص منشورًا على حسابهما في "فيسبوك"، ينتقدان فيه الحكومة ويرصدان الانتهاكات التي تعرض لها العاملون في المستشفى الوطني في السويداء، خاصة حادثة تصفية أحد الكوادر الصحية على يد مسلحين يرتدون زي الأمن الداخلي.
في منشورهما، أعرب الأخوان عن خيبة أملهما من الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد، محذرين من عودة شعارات احتجاجات 2011 إذا استمر الانتهاك والقتل ضد المدنيين، وهو ما أثار غضب الجهات الرسمية ودفعها لاتخاذ قرار الإيقاف.
تجربة مسرح الغرفة واستمرار الفن رغم التضييق
يُذكر أن الأخوين ملص كانا قد أعادا إحياء تجربة "مسرح الغرفة" بعد عودتهما إلى سوريا عقب سقوط نظام الأسد. وتقوم هذه التجربة على تقديم عروض مسرحية في أماكن صغيرة وخاصة داخل منازل، وذلك بعد رفض النص المسرحي "ميلو دراما" على المسارح الرسمية في دمشق بسبب الرقابة والتضييقات.
وقدّم الأخوان أكثر من 120 عرضًا في أجواء حميمة، حيث يتفاعل الجمهور مع الممثلين عن قرب، مما جعل هذه التجربة فريدة من نوعها داخل المشهد المسرحي السوري.
في وقت سابق من هذا العام، التقى الأخوان وزير الثقافة محمد ياسين صالح، واستعرضا أمامه مشروع "مسرح الغرفة" مع طرح فكرة إقامة ورشات عمل في المحافظات السورية لتعزيز فن المسرح وتوسيع قاعدة الجمهور. وأكدت الوزارة دعمها لهذه المبادرة من خلال إشرافها على هذه الورشات.
انعكاسات القرار على المشهد الفني
قرار إيقاف عرض الأخوين ملص يعكس تصاعد الضغوط الحكومية على المشهد الثقافي والفني في سوريا، لا سيما تجاه الأصوات المنتقدة أو التي تتناول قضايا حساسة. وفي حين يمثل هذا القرار ضربة جديدة لحركة المسرح المستقلة، إلا أنه يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الفنانين الذين يسعون للتعبير بحرية عن واقعهم.
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير مثل هذه الإجراءات على حرية التعبير الفني في سوريا، وما إذا كانت هناك مساحات حقيقية للمبدعين للتأثير والتغيير ضمن البيئة الحالية.
