يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية حادة، حيث يكافح أكثر من 2.1 مليون نسمة لتلبية أبسط احتياجاتهم وسط حصار مستمر وحرب مدمرة أثرت على جميع مناحي الحياة. في ظل هذه الظروف، برزت عمليات إسقاط المساعدات الجوية كحل مؤقت لتنشيط إيصال الغذاء والدواء، إلا أن هذا الخيار لا يزال محدود الفعالية ويحمل مخاطر كبيرة على المدنيين.
إدارة ترامب: الإسقاط الجوي لم يكن خيارًا جادًا
كشفت تقارير حديثة أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لم تدرس عمليات إسقاط المساعدات الجوية إلى غزة كخيار جدي أو عملي، رغم قلق ترامب من خطر المجاعة المتصاعد في القطاع.
وخلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، نفذ الجيش الأمريكي موجات من الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية على غزة، حيث تم تسليم نحو 1220 طنًا من المواد الإغاثية، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وأكدت التقلرير أن خيار الإسقاط الجوي يعتبر غير واقعي، حيث إنه لن يقترب من تلبية الاحتياجات الكبيرة لسكان غزة، كما أن السعة اللوجستية لنقل هذه الكميات عبر الجو تبقى محدودة حتى مع موافقة إسرائيل على استخدام المجال الجوي.
الانتقادات والمخاطر
طالما انتقدت منظمات الإغاثة عمليات إسقاط المساعدات جواً، ووصفتها بأنها أكثر رمزية من كونها فعالة، خاصةً أن حجم الاحتياجات الهائل في غزة يتطلب فتح طرق برية مستقرة لاستقبال كميات كبيرة من المساعدات. كما أن الطرود الثقيلة التي تسقط قد تعرض المدنيين لخطر الإصابة، خصوصًا أثناء محاولتهم التقاطها.
وفي هذا السياق، أوضح مسؤول أمريكي أن موضوع الإسقاط الجوي لم يكن مطروحًا في مناقشات إدارة ترامب، وأن هناك قناعة بأن هذا الخيار غير مناسب عمليًا.
الجهود الدولية
على الرغم من تحفظات الولايات المتحدة، نفذت دول حليفة مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة في الأسابيع الأخيرة، في محاولة لتخفيف معاناة السكان.
ومع ذلك، لا تزال القيود الإسرائيلية المفروضة على المعابر البرية والبحرية تُعيق وصول كميات كافية من المساعدات عبر الطرق التقليدية، مما يجعل الإسقاط الجوي حلًا مؤقتًا ولكنه غير كافٍ.
خطوات أميركية إضافية
بجانب عمليات الإسقاط الجوي، أمر الرئيس بايدن ببناء رصيف مؤقت قبالة غزة لإيصال المساعدات، وهو مشروع استغرق نحو ألف جندي أمريكي لإنجازه وبلغت تكلفته حوالي 230 مليون دولار. لكن ظروف الطقس وصعوبات التوزيع داخل غزة قللت من فعاليته، حيث عمل الرصيف لنحو عشرين يومًا فقط.
الضغوط والمآسي الإنسانية
مع ارتفاع عدد شهداء الحرب في غزة منذ عامين إلي 60 ألف شخص، وتشديد الحصار، يشهد القطاع ارتفاعًا في حالات الجوع وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال، ما أثار انتقادات دولية واسعة لإسرائيل.
وأكد ترامب دعمه لجهود توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية، متحدثًا عن ضرورة تقديم المزيد من الدعم في مجالات الغذاء والصرف الصحي، لكنه أعرب أيضًا عن إحباطه من استمرار الصراع ووصف قيادة حماس بأنها "تريد الموت".
يبقى خيار إسقاط المساعدات الجوية حلًا محدود الفعالية وغير كافٍ لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضخمة في غزة. الحل الأمثل يظل فتح معابر إنسانية آمنة تسمح بتدفق المساعدات بشكل منتظم وحماية المدنيين، فيما تظل معاناة سكان القطاع تتفاقم مع استمرار الحصار والصراع.
عنوان محترف ثمان كلمات