ثغرات خطيرة تكشف هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية

وكالة أنباء آسيا

2025.08.12 - 09:30
Facebook Share
طباعة

كشفت تدريبات "طلوع الفجر" التي أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عن وجود ثغرات دفاعية خطيرة في منظومة الأمن الإسرائيلية، في ظل محاكاة سيناريوهات معقدة تمثل أسوأ الاحتمالات، وعلى رأسها احتمال هجوم إيراني متعدد الجبهات. وقد أثار ذلك قلقًا متزايدًا بين قيادات الجيش الإسرائيلي الذين يخشون من تنفيذ طهران لعملية خاطفة قد تغير مسار الحرب المستمرة، خاصة في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.


بحسب ما نقلته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد شمل التدريب محاكاة لمسارين متوازيين؛ الأول حمل رسالة ردع مباشرة لإيران وحزب الله مفادها أن إسرائيل تتابع التهديدات عن كثب ولن تغفل عنها، والثاني رفع حالة التأهب القصوى في أجهزة الجيش، الشاباك، والموساد. يأتي هذا في سياق الاقتراب من الأعياد، وتوقع احتمالية توسيع العمليات العسكرية في غزة.

وشمل سيناريو التدريب أحداثًا واسعة النطاق مثل: إطلاق صواريخ على منصات استراتيجية، تسلل آليات مسلحة عبر الحدود الأردنية من ثلاثة محاور، هجمات على مستوطنات في الضفة الغربية، اقتحام مسلحين لخط التماس، تخريب مركبات على طريق سريع، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من لبنان واليمن. هذه المحاكاة كشفت هشاشة بعض النقاط الأمنية المهمة.

أخطر الثغرات، كما أشارت الصحيفة، كانت في الحدود الأردنية، حيث تعتمد الفرقة الشرقية 96 على لواء واحد فقط، رغم وجود خطط لإضافة لواء آخر. إلا أن الحاجة إلى تعزيز القوة النيرانية وزيادة مرونة الحركة في المنطقة لا تزال قائمة لتعزيز سرعة الاستجابة في حال وقوع هجوم. وتعمل القيادة المركزية الإسرائيلية الآن على معالجة هذه الفجوات الأمنية والدفاعية.


تُشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران وحزب الله يمران بمرحلة مفصلية بعد تغير موازين القوى في لبنان والداخل الإيراني، ما يدفعهما لمحاولة إعادة بناء صورتهما على المستويين الإقليمي والدولي. الخطوات المحتملة تتضمن تطوير البرنامج النووي الإيراني، تصنيع صواريخ باليستية متطورة، وتصعيد الهجمات السيبرانية اليومية ضد أهداف إسرائيلية.

كما تواجه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحديات متزايدة، إذ تستقبل أجهزة الموساد والشاباك كمًا هائلًا من التحذيرات حول مخططات تستهدف شخصيات ومصالح إسرائيلية في الخارج، مما يعكس اتساع نطاق المواجهة خارج حدود إسرائيل التقليدية.


في هذا السياق، عزز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوجه الأمني للحكومة عبر رفض الكشف عن تفاصيل أي أضرار لحقت بالبرنامج النووي الإيراني جراء الحرب، مكتفيًا بالتأكيد على أن إسرائيل في حالة استعداد دائم لكافة السيناريوهات، وأن إيران تستعد بدورها لخيارات متعددة، مما يضيف طبقة من الغموض والقلق على الصعيد الأمني.


تأتي هذه التدريبات العسكرية في ظل توتر إقليمي متصاعد ومخاوف من تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى جبهات متعددة تمتد من غزة إلى الحدود الأردنية وصولًا إلى الساحات اللبنانية واليمنية. وما كشفت عنه هذه المحاكاة من ثغرات يعكس تحديات جسيمة أمام إسرائيل في تأمين حدودها ومصالحها الاستراتيجية، ويضعها أمام اختبار حقيقي في مواجهة أي هجوم إيراني محتمل، خاصة في ظل تصاعد القدرات الإيرانية وتنوع أساليب الهجوم.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1