في تصريح أثار الجدل مجددًا حول مواقفه الخارجية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصف روسيا بأنها دولة قوية تعرف كيف تنتصر في الحروب، مشيرًا إلى سجلها التاريخي في هزيمة أعداء كبار مثل نابليون وهتلر.
وخلال حديثه أمام الصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب: "الروس أقوياء، ولهذا السبب يواصلون القتال. لقد تمكنت روسيا من إلحاق الهزيمة بهتلر، ونحن أيضًا هزمناه، كما هزمت نابليون قبل ذلك"، مضيفًا أن هذا الإرث الحربي يفسر استمرار موسكو في الصمود في المعارك الحالية.
ترامب لم يكتفِ بالإشادة بالتاريخ العسكري الروسي، بل انتقل للثناء على الرئيس فلاديمير بوتين، معتبرًا أن قراره بالسفر إلى ولاية ألاسكا للقاء به، خطوة تحمل "الكثير من الاحترام". وقال: "أعتقد أنه تصرف يحمل الكثير من الاحترام أن يأتي رئيس روسيا إلى بلدنا، بدلًا من أن نسافر نحن إلى بلده أو إلى مكان ثالث، وأتوقع أن تكون محادثاتنا بنّاءة".
ويأتي هذا التصريح بعد أشهر قليلة من وصف ترامب لبوتين بـ"الرجل القوي"، مشيرًا إلى أن هذا الوصف تأكد على مدى سنوات، وأن بوتين تعامل مع خمسة رؤساء أمريكيين قبله، من بيل كلينتون إلى جو بايدن، "دون أن يخدعه أحد".
تأتي تصريحات ترامب الأخيرة في سياق علاقة معقدة بين واشنطن وموسكو، اتسمت في السنوات الأخيرة بمزيج من التوتر والتقارب الحذر. فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تصاعدت المواجهة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية بين الجانبين، غير أن ترامب ظل يتبنى نهجًا أقل تصعيدًا تجاه الكرملين مقارنة بسلفه وخلفه. وخلال فترة رئاسته (2017-2021)، أشاد مرارًا بقدرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بالقائد القوي، وهو ما أثار انتقادات داخلية واسعة في الولايات المتحدة.
أما اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين، المزمع عقده في ألاسكا، فيحمل رمزية سياسية واضحة، إذ يراه ترامب تعبيرًا عن الاحترام المتبادل لكون بوتين هو من سيبادر بالمجيء إلى الأراضي الأمريكية بدلًا من عقد الاجتماع في موسكو أو على أرض محايدة. وتأتي هذه القمة المنتظرة وسط ترقب عالمي لما قد تحمله من رسائل بشأن مستقبل العلاقات الروسية–الأمريكية، خاصة في ظل الملفات الخلافية العالقة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، والتوازنات الاستراتيجية في أوروبا وآسيا.