أطفال غزة يموتون جوعًا.. والعالم يتفرج

أكثر من 100 طفل قضوا بلا لقمة.. 300 ألف آخرون ينتظرون نفس المصير

2025.08.12 - 08:35
Facebook Share
طباعة

في مشهد يعيد للأذهان أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، أعلنت الأمم المتحدة وفاة أكثر من 100 طفل فلسطيني جوعًا منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط حصار شامل يقطع شريان الحياة عن أكثر من مليوني إنسان. ومع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول الغذاء والوقود، يواجه مئات الآلاف من الأطفال خطر الموت البطيء، في أزمة وصفتها المنظمة الدولية بأنها "عار أخلاقي على البشرية".


وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الحصيلة المأساوية لوفيات الأطفال جراء سوء التغذية تجاوزت المئة، معتبرًا أن هذه الأرقام يجب أن تكون "جرس إنذار نهائي" للمجتمع الدولي.

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة ما زالوا مهددين بشكل مباشر بالموت، فيما كشف مسح ميداني أن أكثر من ثلث سكان القطاع قضوا أيامًا متتالية دون تناول أي وجبة، في ظل انقطاع شبه كامل للإمدادات الأساسية.

ويقدر البرنامج أن تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان غزة تتطلب ما لا يقل عن 62 ألف طن من المساعدات شهريًا، لكن الكميات المسموح بدخولها عبر المعابر تقل كثيرًا عن هذا المستوى، ما يهدد بانهيار كامل للبنية المجتمعية والصحية في القطاع.

ورغم إدخال بعض المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الأحد، بما في ذلك مواد غذائية ووقود ومستلزمات نظافة، فإن الشحنات أُفرغت قبل وصولها إلى نقاط التوزيع النهائية. كما تواصل إسرائيل تحديد سقف دخول الوقود عند 150 ألف لتر يوميًا، في حين تحتاج المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومراكز الإغاثة إلى ضعف هذه الكمية على الأقل للحفاظ على العمليات الحيوية.


تضع هذه الأرقام غزة على أعتاب واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في القرن الحادي والعشرين. فعدد الوفيات بين الأطفال خلال أقل من عام يقترب من حصيلة مجاعة الصومال عام 2011 التي أودت بحياة 260 ألف شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وتفوق معدل الوفيات في بعض مناطق دارفور خلال ذروة أزمتها عام 2004.

وتشير تقارير منظمات الإغاثة إلى أن الوضع الحالي قد يتدهور بوتيرة أسرع، إذ يتزامن مع انهيار شامل للبنية الصحية، وغياب شبه كامل للمياه الصالحة للشرب، وتلوث مصادر الغذاء المتبقية، ما يضاعف خطر انتشار الأمراض القاتلة بين الأطفال.


تتصاعد الكارثة الإنسانية على وقع جمود تام في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. ففي 27 يوليو الماضي، أعلنت حماس تعليق مشاركتها في أي جولات حوار، معتبرة أن استمرار الحصار يجعل أي اتفاق "بلا قيمة". وجاء ذلك بعد أسابيع من قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب وفده من الدوحة، حيث كانت تُعقد جولات وساطة منذ يونيو بمشاركة الولايات المتحدة وقطر ومصر.

كما قررت واشنطن استدعاء فريقها التفاوضي عقب الرد الذي وصفته بـ"غير المقبول" من جانب حماس على المقترح الأميركي المعدل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو ما أجهض آخر محاولات التهدئة حتى الآن.

في ظل هذا المشهد القاتم، تحذر الأمم المتحدة من أن نافذة إنقاذ الأرواح تضيق بسرعة، وأن استمرار التباطؤ الدولي في كسر الحصار وإدخال المساعدات سيؤدي إلى كارثة لا يمكن احتواؤها، لتبقى صور الأطفال الذين قضوا جوعًا شاهدة على صمت العالم وعجزه.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7