في تصريح مثير للجدل لموقع "أكسيوس" مساء الاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه توقف عن تأييد خطط إسرائيل لشن هجوم شامل واحتلال مدينة غزة، في خطوة تعكس موقفًا أكثر حذرًا تجاه التصعيد العسكري المرتقب. ورغم ذلك، لم يبدِ ترامب معارضة صريحة للعملية، مكتفيًا بالتأكيد على أن القرار النهائي يجب أن تتخذه إسرائيل.
وقال ترامب في مقابلة هاتفية قصيرة:
"لا أعتقد أن حماس ستفرج عن الرهائن في الوضع الحالي، وسيكون الأمر صعبًا للغاية"،
مكررًا عبارة "تذكروا السابع من أكتوبر" في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل العام الماضي، والذي ظل حاضرًا في خطابه كرمز لضرورة التعامل الحازم مع الحركة.
وكشف ترامب عن "مكالمة جيدة" أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد الماضي، ناقشا خلالها خطط السيطرة على المعاقل المتبقية لحماس في غزة، بهدف تحرير الرهائن وإنهاء وجود الحركة. وأوضح أن إسرائيل هي من يجب أن تحدد ما إذا كانت ستسمح لحماس بالبقاء، مضيفًا: "لا يمكنهم البقاء هناك".
تأتي تصريحات ترامب في وقت يواجه فيه الهجوم المخطط على غزة انقسامات داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ يخشى بعض القادة أن تؤدي العملية إلى تعريض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر. كما يواجه نتنياهو ضغوطًا دولية متزايدة بسبب الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، حيث يفتقر مئات الآلاف من المدنيين للمياه والغذاء والرعاية الصحية.
وكان نتنياهو قد طلب من الجيش تقديم خطط تفصيلية لـ"السيطرة" على غزة، مع التحضير لعملية إجلاء المدنيين الفلسطينيين قبل الهجوم، وهي عملية قد تستغرق أسابيع، مما يترك نافذة زمنية لمحاولة إحياء المفاوضات.
على الصعيد الدبلوماسي، تكثفت الاتصالات بين الوسطاء الدوليين في محاولة لإبرام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن:
مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في إسبانيا، لبحث مقترح يجمع بين وقف مؤقت للقتال لمدة 60 يومًا وتحويله لاحقًا إلى اتفاق دائم يتضمن ترتيبات لما بعد الحرب في غزة.
وفد رفيع من حركة حماس وصل إلى القاهرة لبحث استئناف المفاوضات مع المخابرات المصرية بعد فتور في الاتصالات مع الوسطاء القطريين، بدفع من الجانب التركي.
مسؤولون إسرائيليون أقرّوا بأن الدور التركي كان "مفيدًا للغاية" في إعادة القنوات مفتوحة بين الأطراف.
موقف ترامب الأخير يعكس مزجًا بين الحذر السياسي والدعم الضمني لإسرائيل، فهو من جهة يتجنب إعطاء ضوء أخضر صريح لاحتلال غزة، ومن جهة أخرى يكرر رسائل نتنياهو حول عدم السماح لحماس بالبقاء، ويربط القضية كلها بذكرى 7 أكتوبر. هذا التوازن قد يكون محاولة منه لعدم الظهور بمظهر الداعم للتصعيد الدموي في ظل الانتقادات العالمية، وفي الوقت نفسه إرضاء القاعدة المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.