غزة تفقد طفلاً جديداً في سباق الموت مع المجاعة

غزة _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.12 - 12:13
Facebook Share
طباعة

في مشهد يختزل قسوة الحصار وفداحة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فقد طفلٌ آخر حياته جوعاً، ليصبح اسمه جزءاً من قائمة متزايدة من الضحايا الصغار الذين لم يُمنحوا حق البقاء.
مأساة الطفل محمد زكريا خضر، البالغ من العمر خمس سنوات، تعكس صورة موجعة لواقع السكان في ظل المجاعة وسوء التغذية، حيث يُحاصر الأمل كما يُحاصر الغذاء والدواء.

أعلنت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، مساء الاثنين، وفاة الطفل محمد زكريا خضر (5 أعوام) جراء مضاعفات سوء التغذية الحاد والمجاعة التي تجتاح قطاع غزة.

هذه الحادثة ترفع حصيلة ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 222 شهيداً، بينهم 101 طفل، في مأساة تتفاقم يوماً بعد يوم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م.

تتداخل معاناة سكان غزة مع حصار خانق بدأ منذ سنوات وتضاعفت آثاره منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حين أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر ومنعت دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية.
هذا الإغلاق تسبب في انقطاع الإمدادات الأساسية عن نحو مليوني إنسان، بينهم مئات الآلاف من الأطفال، ودفع بالقطاع نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت قد حذرت من تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة ما بين شهري مارس ويونيو، في ظل استمرار الحصار. كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي في غزة بلغ مستويات "مثيرة للقلق"، مشيرة إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، ما يزيد خطر الوفاة بشكل كبير.

وتشير التقارير الطبية إلى أن نقص الغذاء لا يقتصر على الكميات، بل يمتد إلى غياب العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن.

ومع تعطل المستشفيات بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، تتضاءل فرص علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية، خاصة الحالات الحادة التي تتطلب رعاية عاجلة.

المجاعة التي يعيشها القطاع ليست نتيجة طبيعية للأزمات، بل هي وفق وصف منظمات حقوقية "أزمة مصطنعة" نتجت عن سياسات الحصار وعرقلة دخول المساعدات.

تؤكد الصور القادمة من غزة أن المعاناة طالت الجميع، لكن الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة، إذ لا يملكون القدرة على تحمل آثار الجوع لفترات طويلة، ما يجعلهم أول الضحايا.

وفاة محمد ليست مجرد رقم جديد في إحصائية دامية، بل هي صرخة إنسانية تعكس حجم الفشل الدولي في حماية المدنيين وضمان وصول الغذاء والدواء لهم وبينما تتوالى التحذيرات الأممية من اتساع رقعة المجاعة، تبقى حياة مئات الأطفال معلقة على قرار سياسي بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات. وحتى يحدث ذلك، ستظل أخبار وفاة الأطفال جوعاً تتكرر، لتسجل فصلاً جديداً من المعاناة المستمرة في غزة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7