قبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025، تكثف العواصم الأوروبية تحركاتها السياسية والدبلوماسية في محاولة للتأثير على موقف واشنطن.
وسط مخاوف من تسوية قد تأتي على حساب سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وأكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن الولايات المتحدة تعهدت بالتشاور مع شركائها الأوروبيين قبل القمة.
فيما عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً عبر الفيديو لبحث الموقف الموحد، بحسب وكالة رويترز، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد على رفض أي تنازلات، معتبرًا أن روسيا لن توقف الحرب إلا تحت ضغط أكبر، بينما التقى نائب الرئيس الأميركي جي.دي فانس بمسؤولين أوروبيين وأوكرانيين مطلع الأسبوع لترتيب المواقف، في وقت يعتزم فيه زعماء أوروبيون تكثيف اتصالاتهم مع البيت الأبيض قبل اللقاء.
تأتي هذه التحركات في ظل حرب بدأت في فبراير 2022 ودخلت عامها الرابع، أنهكت أوكرانيا اقتصاديًا وأثارت ضغوطًا على الغرب لخفض الدعم العسكري، في حين ترى دول الاتحاد الأوروبي أن أي اتفاق يشرعن السيطرة الروسية على أراضٍ أوكرانية سيشكل سابقة تهدد الأمن الأوروبي.
وبينما تراهن بعض العواصم على إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن انسحابًا روسيًا وضمانات أمنية، تبدو تسوية جزئية تُبقي موسكو في مواقعها مقابل وقف إطلاق النار أكثر واقعية، مع احتمال فشل المفاوضات واستمرار القتال. ويرى مراقبون أن القمة تمثل اختبارًا لمعادلة النفوذ بين واشنطن وموسكو، وأن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع هذا الملف قد تعيد رسم خريطة القوة في أوروبا لسنوات مقبلة.