وسط أجواء متوترة وانعدام ثقة متبادل بين طهران وواشنطن، تلوح بوادر مفاوضات جديدة قد تحمل انفراجًا في ملف النووي الإيراني بعد سنوات من الجمود.
متحدث الخارجية الإيرانية يؤكد أن بلاده قد تقبل بتقليص أنشطتها النووية في حال رفع العقوبات الأميركية، بينما تشدد على عدم الثقة بالولايات المتحدة، خاصة بعد مشاركتها المباشرة في الهجوم الإسرائيلي.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية وعضو الوفد
التفاوضي، مجيد تخت روانجي، أن طهران مستعدة ضمن إطار اتفاق عادل ومربح للطرفين على فرض قيود زمنية محددة على أنشطتها النووية السلمية، مقابل رفع العقوبات. لكنه استدرك أن الطلب الأميركي بوقف التخصيب بشكل كامل قد يؤدي إلى فشل أي اتفاق.
فيما أكد المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، أن قنوات الاتصال عبر وسيط ما تزال مفتوحة، لكن من دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات، مشددًا على أن عدم الثقة المتبادلة لا تزال عقبة رئيسية، مشيرًا إلى أن "المشاركة الأميركية المباشرة في الهجوم الإسرائيلي لم تترك عملياً مجالاً للثقة".
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، مع وجود حراك دبلوماسي يهدف لكسر الجمود الذي طال المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
فشل خمس جولات من المحادثات غير المباشرة خلال العام الحالي، تزامن مع عمليات عسكرية إسرائيلية وأميركية ضد منشآت نووية في إيران، مما عزز من حالة عدم الثقة بين الطرفين.
في الوقت ذاته، تحاول الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا) الحفاظ على دورها الوسيط في محاولة لاستئناف المفاوضات، إلا أن المواقف الإيرانية المتشددة تجعل من استعادة الثقة أمرًا صعبًا.
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي، شدد إسماعيل بقائي على عدم ثقة طهران بالإدارة الأميركية الحالية، مؤكدًا استمرار المحادثات مع الدول الأوروبية بشأن الملف النووي. وفي المقابل، لم تقدم واشنطن حتى الآن مؤشرات واضحة عن تحرك جديد تجاه إيران.
فيما أشار عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى استمرار التواصل مع الجانب الأوروبي، لكنه لم يؤكد استئناف المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة أو تحديد دولة لاستضافة جولة جديدة من المباحثات.
بينما يبقى ملف النووي الإيراني معقدًا ومحاطًا بالشكوك، تبقى قنوات الحوار مفتوحة رغم غياب الثقة المتبادلة التي تلقي بظلالها على أي تقدم محتمل.
هل ستنجح إيران والولايات المتحدة في إيجاد أرضية مشتركة تنهي أزمات السنوات الماضية؟ التوترات الأخيرة وعمليات الهجوم الإسرائيلية الأميركية تشكل تحديًا كبيرًا أمام أي اتفاق مستقبلي.