استطلاع يكشف: اللبنانيون يدعمون سلاح المقاومة كخط دفاع

بيروت- وكالة أنباء آسيا

2025.08.11 - 12:07
Facebook Share
طباعة

في استفتاء جديد يعكس واقع التركيبة السياسية والاجتماعية في لبنان، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن خيار المقاومة يحظى بتأييد واسع بين مختلف الطوائف اللبنانية، إذ رفض 58% من المشاركين المس بسلاح "حزب الله" في غياب استراتيجية دفاعية واضحة تحمي لبنان من تهديدات خارجية، وخاصة العدوان الإسرائيلي.

 

وأجرت مديرية الإحصاء واستطلاعات الرأي في "المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق" هذا الاستطلاع بين 27 يوليو و4 أغسطس 2025، متناولة موضوعات عدة حول المقاومة، دور الجيش اللبناني، الاستراتيجية الدفاعية، والتطورات الإقليمية، لا سيما في سوريا.

 

نتائج الاستطلاع: طوائف لبنانية موحدة رغم الاختلافات

قال نصف المشاركين من الطائفة السنية، وثُلث المسيحيين، ونسبة أعلى بين الدروز، إنهم يرفضون سحب سلاح المقاومة، في مؤشر واضح على تخوفات من المساس بمصادر القوة الدفاعية للبنان.
من جهة أخرى، 96% من الشيعة رفضوا بشكل قاطع سحب السلاح دون خطة دفاعية واضحة. وبلغت نسبة الرافضين بين السنة 50%، الدروز 46%، والمسيحيين 32%.

 

وبخصوص قدرة الجيش اللبناني على التصدي لأي عدوان إسرائيلي، أجمعت غالبية الطوائف على عدم كفاءته وحده، حيث قال 92% من الشيعة و63.3% من غيرهم إن الجيش لوحده غير قادر على مواجهة التهديدات. وأكد نحو 76% من المشاركين أن الدبلوماسية لوحدها غير كافية لردع أي عدوان، بينما تراوحت النسب بين الطوائف المختلفة بين 80% لدى الشيعة و41% لدى المسيحيين.

 

سوريا... تهديد وجودي للبنان

عبّر المشاركون عن قلق كبير من التطورات في سوريا، حيث اعتبر 88% من الشيعة وأكثر من 83% من الدروز أن الأحداث السورية تمثل تهديدًا مباشراً لاستقرار لبنان الداخلي، في حين رصدت نسبة قلق مرتفعة بين المسيحيين (68%) والسنة (62%). ويشير هذا القلق إلى الخشية من توسيع النزاعات وتدفق مجموعات مسلحة إلى الأراضي اللبنانية.

 

ثقة متباينة في المؤسسات الرسمية

بينما احتلت رئاسة الجمهورية المرتبة الأولى في مستوى الثقة (حوالي 67%)، تلتها رئاسة الحكومة بنسبة 55%، ثم البرلمان (50%)، والقضاء (40%)، ووزارة الخارجية (38%)، سجّل الشيعة أعلى معدلات فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية، خاصة رئاسة الحكومة (54%) والقضاء (64%) ووزارة الخارجية (63%).

 

أما الطوائف الأخرى، فقد أظهرت ثقة نسبية متوسطة إلى مرتفعة، خصوصاً برئاسة الجمهورية التي نالت ثقة 49% من المسيحيين و43% من السنة، ما يوضح تأثير الانتماءات الطائفية والتجارب التاريخية في تقييم هذه المؤسسات.

تأتي هذه النتائج في ظل استنفار إقليمي متزايد وتوترات مستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث يعد سلاح "حزب الله" محورًا مركزيًا في المشهد الأمني والسياسي اللبناني. ورغم الجدل الدائر داخلياً حول شرعية وجود هذا السلاح، يعكس الاستطلاع واقعاً شعبياً يدعم بقاءه كعنصر ردع أساسي.

ويُظهر رفض غالبية اللبنانيين لسحب السلاح دون استراتيجية بديلة حسماً بأن لبنان لا يزال يعتبر المقاومة خط دفاع أول لحمايته من أي عدوان إسرائيلي محتمل، وهو موقف يعكس أيضاً عدم ثقة واسعة بالجيش اللبناني وقياداته، وضعف الثقة بالدبلوماسية اللبنانية في مواجهة تهديدات معقدة.

 

الأوضاع في سوريا المجاورة تزيد من هذا التوتر، فالحرب السورية المستمرة منذ سنوات خلقت تهديدات أمنية متجددة للبنان من خلال تدفق اللاجئين، وانتشار الفصائل المسلحة، وتحولات جيوسياسية تهدد استقراره الداخلي.

وتبقى مؤسسات الدولة اللبنانية محط انتقاد وافتقاد ثقة متزايدة، خصوصاً بين مكونات شعبية أساسية، مما يعقد جهود الحكومة في فرض سيادتها وإنفاذ القانون.

 

لم تصدر بعد تصريحات رسمية موحدة من الحكومة اللبنانية حول نتائج الاستطلاع، لكن مصادر في "حزب الله" اعتبرت النتائج مؤشراً على وعي شعبي بأهمية المقاومة وضرورة الحفاظ على السلاح كجزء من منظومة الدفاع الوطني.

 

في المقابل، دعا بعض السياسيين المسيحيين والسنة إلى ضرورة بحث سحب السلاح ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز دور الجيش والدولة، بعيداً عن الانقسامات الطائفية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6