في صباح اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025، شهد وادي الملوك في البر الغربي للأقصر حادثة كادت أن تتحول إلى كارثة تهدد أحد أعرق المواقع الأثرية في مصر والعالم.
حريق محدود اندلع في كافتيريا المنطقة، أثار قلق الخبراء والسكان المحليين، قبل أن تتمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه سريعًا. لكن ما وراء السيطرة الفورية، هناك إشكاليات عميقة حول مدى جاهزية هذه المواقع التراثية الحيوية لمواجهة الأزمات الطارئة.
بحسب ما أعلنته وزارة السياحة والآثار، كان سبب الحريق ماسًا كهربائيًا في الكافتيريا، التي تعد من المرافق الخدمية داخل وادي الملوك. الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر، أكد في بيان رسمي أن الحريق لم يتسبب في أي أضرار بالآثار أو المقابر التي تحيط بالمكان، كما لم تسجل أي إصابات بين العاملين أو الزوار.
وادي الملوك، الذي يحتضن أكثر من 60 مقبرة ملكية من الأسر المصرية القديمة، يمثل جوهرة التراث المصري. من مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة إلى مقابر الملوك الآخرين، هذا الموقع سجل اسم مصر بحروف من ذهب على خارطة التراث العالمي منذ إدراجه ضمن مواقع اليونسكو في 1979. لذلك فإن أي حادث، مهما كان بسيطًا، يحمل دلالات واهتمامًا دوليًا.
وزارة السياحة والآثار حرصت على تهدئة الرأي العام، مؤكدة أن المنطقة بأكملها تحت السيطرة، وأن فرق الأمن والآثار اتخذت كل الإجراءات الاحترازية لمنع أي تطورات سلبية. في الوقت نفسه، تتعاون الوزارة مع محافظة الأقصر لإزالة بقايا الكافتيريا المتضررة وإعادة الموقع إلى طبيعته في أسرع وقت.
الحادث، رغم طابعه المحدود، يفتح ملف الحماية المدنية للآثار المصرية، ويبرز ضرورة تطوير خطط الطوارئ والتأهب لمواجهة أية حوادث مشابهة. ليس فقط من حيث المعدات والتقنيات، بل أيضًا تدريب العنصر البشري العامل في هذه المواقع. كما يبرز أهمية الرقابة المستمرة على البنية التحتية في المواقع الأثرية، التي قد تكون عرضة لأعطال كهربائية أو حوادث أخرى.