الإمارات: نرفض إطالة الحرب بالسودان ونؤيد الحكم المدني

أبوظبي- وكالة أنباء آسيا

2025.08.11 - 09:37
Facebook Share
طباعة

أكد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن موقف بلاده من الأزمة السودانية يقوم على ثلاثة مبادئ أساسية: وقف إطلاق النار، والإغاثة الإنسانية، والحكم المدني المستقل، مشددًا على أن هذا التوجه يمثل رؤية الإمارات ومعظم دول العالم، وموجهًا تساؤله لأطراف الحرب — الجيش السوداني وقوات الدعم السريع — حول اعتراضهم على هذا المسار.

 

وفي منشور عبر منصة "إكس"، أوضح قرقاش أن وقف نزيف الحرب الأهلية في السودان يجب أن يكون أولوية، خصوصًا مع ما يتكبده المدنيون من معاناة وانقسام. وجاءت تصريحاته بعد بيان لوزارة الخارجية الإماراتية جددت فيه موقفها الراسخ الداعم للشعب السوداني في مسعاه لتحقيق السلام والاستقرار.

 

واتهمت الخارجية الإماراتية الحكومة السودانية بـ"نشر معلومات مضللة وزائفة" في إطار ما وصفته بـ"حملة ممنهجة" من قبل ما تسميه الإمارات بـ"سلطة بورتسودان" — أحد أطراف النزاع — بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام.

 

وأشارت إلى أن الإمارات منذ اندلاع الحرب قدّمت دعمًا متواصلاً للجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات من كافة الأطراف. كما أكدت تمسكها بعملية سياسية يقودها المدنيون وتضع احتياجات الشعب السوداني فوق مصالح أي طرف آخر.

 

وفي خلفية الأزمة، كان مجلس الأمن والدفاع السوداني قد أعلن في مايو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي بشكل قاطع، مؤكدة التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السودانية، ومضيها في العمل مع الشركاء الدوليين لتعزيز الحوار وإرساء أسس سلام دائم في البلاد.

 


تأتي تصريحات أنور قرقاش وبيان الخارجية الإماراتية في لحظة حساسة تعكس تراجع الثقة بين أبوظبي والسلطات السودانية في بورتسودان، بعد أن تحولت الحرب الأهلية بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى ساحة تنافس إقليمي تتقاطع فيها المصالح العسكرية والاقتصادية.

 

اتهامات الخرطوم للإمارات بدعم قوات الدعم السريع — رغم نفي أبوظبي — تعكس أيضًا صراعًا على النفوذ في القرن الإفريقي والممرات البحرية الإستراتيجية على البحر الأحمر، خاصة مع تقارير غربية عن تحركات لوجستية وتسليحية عبر دول مجاورة.

 

ويرى مراقبون أن تمسك الإمارات بخطاب "الحكم المدني" و"الإغاثة الإنسانية" يهدف إلى تثبيت موقعها كوسيط دولي مقبول، مع تجنب الانحياز المعلن لأي طرف، في وقت تتعرض فيه صورتها لضغط إعلامي وسياسي من جانب الحكومة السودانية.

 

كما أن استمرار التصعيد الإعلامي بين الطرفين قد يعرقل أي جهود إقليمية — سواء عبر الاتحاد الإفريقي أو الجامعة العربية — لفتح مسار تفاوضي شامل، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في السودان.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5