كارثة صحية غير مسبوقة تجتاح دارفور

السودان _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.11 - 12:25
Facebook Share
طباعة

في ظل أجواء الحرب والحصار، يتسارع تفشي وباء الكوليرا في إقليم دارفور غربي السودان، وسط عجز تام للمنظومة الصحية وتقييد شديد لوصول المساعدات، مما يهدد حياة آلاف المدنيين في واحدة من أسوأ الأزمات الصحية التي شهدها الإقليم منذ سنوات.


تصاعدت المخاوف الصحية في دارفور مع إعلان شبكة أطباء السودان، الأحد، أن عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا تجاوز 6,000 حالة منذ مطلع أغسطس/آب الجاري، في حين سجلت منطقة طويلة بولاية شمال دارفور وحدها أكثر من 2,500 إصابة، و103 وفيات، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكدت الشبكة أن منطقة طويلة تعيش "كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة" مع ارتفاع معدلات الإصابة بشكل يومي، وسط غياب شبه كامل للخدمات الطبية وانقطاع الإمدادات الدوائية، ما يهدد بانهيار شامل للقطاع الصحي.

وأرجعت المنظمة هذا الانفجار الوبائي إلى ما وصفته بـ"الانهيار الممنهج للنظام الصحي" جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والذي أدى إلى شلل كامل في سلاسل الإمداد الطبي، ومنع دخول المنظمات الإنسانية، وتشريد الكوادر الصحية بعد تعرضهم لاعتداءات جسدية، وعمليات قتل، وخطف، وابتزاز مالي مقابل الإفراج عنهم.

وتحمل شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع "المسؤولية الكاملة" عن تفاقم الأزمة، مشيرة إلى أن القيود المفروضة على الحركة الإنسانية والطبية في الإقليم منعت التدخلات العاجلة، ما سمح للوباء بالانتشار دون رادع.

كما دعت الشبكة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والهيئات الحقوقية، إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى المناطق المنكوبة بلا قيود، مؤكدة أن الوضع الحالي يهدد حياة الآلاف ويشكل خطرًا على استقرار المنطقة بأسرها.

وحذرت من أن استمرار ما وصفتها بسياسة "التجويع والترويع" التي تنتهجها قوات الدعم السريع، وخاصة في منطقة طويلة، قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة، ليس فقط على الصعيد الصحي، بل أيضًا على المستوى الإنساني، في ظل نقص الغذاء والمياه النظيفة وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

ويأتي هذا الوباء في سياق وضع إنساني مأزوم أصلاً، إذ تشهد مناطق واسعة من دارفور نقصًا حادًا في الغذاء، وانهيارًا للبنية التحتية، واستمرارًا للاشتباكات المسلحة التي اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023، ما جعل الوصول إلى بعض المناطق شبه مستحيل.

ويؤكد مراقبون أن تفشي الكوليرا بهذا الحجم يعكس هشاشة الوضع الصحي في السودان عامة، ودارفور خاصة، حيث تفتقر المستشفيات والمراكز الصحية لأبسط المستلزمات، فيما يضطر كثير من المرضى للسفر لمسافات طويلة بحثًا عن العلاج، في ظل مخاطر أمنية متزايدة على الطرق.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أزمة الكوليرا في دارفور قد تتحول إلى تهديد طويل الأمد إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لاحتوائها، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي قد يزيد من سرعة انتشار المرض عبر المياه الملوثة، وهو ما يجعل التدخل الدولي أمرًا ملحًا قبل أن يتجاوز الوضع حدود السيطرة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5