نفوق الأسماك في بحيرة المنزلة.. أسباب وتحديات بيئية

مصر _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.10 - 08:31
Facebook Share
طباعة

في الأيام الماضية، تكررت ظاهرة نفوق جماعي للأسماك في مزارع بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية شمال مصر، مما أثار قلق الصيادين والسكان المحليين حول تأثير ذلك على الأمن الغذائي والأسواق السمكية. وأصدرت وزارة الزراعة، ممثلة في جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية، بياناً توضح فيه الأسباب العلمية التي أدت إلى هذه الظاهرة، في محاولة لتهدئة المخاوف وتفسير ما حدث من منظور بيئي وبيولوجي.
أوضح جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية أن نفوق الأسماك في مزارع بحيرة المنزلة خلال الأسابيع الأخيرة يعود بشكل رئيسي إلى التغيرات المناخية الحادة وارتفاع درجات الحرارة التي تعرضت لها المنطقة. وأشار البيان إلى أن الأسماك المستزرعة في البحيرة، مثل أنواع الدنيس والقاروص واللوت، تصنف ضمن أسماك المياه المعتدلة التي تتأثر بشكل كبير بتغير درجات حرارة المياه التي تتراوح عادة بين 20 إلى 24 درجة مئوية.

وتسببت موجات الحر الشديدة التي ضربت مصر مؤخراً في ارتفاع درجات حرارة المياه إلى مستويات تتجاوز المدى المثالي لهذه الأسماك، مما أدى إلى إجهادها وموت عدد كبير منها. كما تسبب ارتفاع الحرارة في نقص نسبة الأكسجين المذاب في المياه، وازدياد تركيز الأمونيا، ما أثر سلباً على صحة الأسماك وزاد من معدلات نفوقها داخل المزارع التي تمتاز بكثافة تخزينية مرتفعة مقارنة بالبيئات الطبيعية.

بحيرة المنزلة تعد من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، وتغطي مناطق في محافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد، وتساهم بنحو 15 إلى 20% من إجمالي إنتاج الأسماك في البلاد. ومنذ عام 2017، تم تنفيذ مشروع قومي لتطوير البحيرات الطبيعية تضمن إزالة التعديات وتحسين جودة المياه، ما أدى إلى تنوع الأنواع السمكية وزيادة الإنتاج. غير أن التحديات البيئية المستمرة، كالتلوث والتغير المناخي وارتفاع تكاليف التشغيل، ما زالت تؤثر على وضع البحيرة والثروة السمكية فيها.

من جانبه، تعاني مصر من تأثيرات متزايدة للتغيرات المناخية التي تشمل موجات حر متكررة وارتفاع درجات الحرارة، ما يؤثر على الأنظمة البيئية والمصادر الطبيعية للثروة السمكية. تعتمد البلاد بشكل كبير على البحيرات الطبيعية، ومنها بحيرة المنزلة التي تعتبر مصدراً رئيسياً للأسماك، بالإضافة إلى مزارع السمك المنتشرة على ضفافها.

التقلبات البيئية وتغير معايير المياه تؤدي إلى زيادة الإجهاد على الأسماك، خصوصاً في المزارع ذات الكثافة العالية، ما يجعلها عرضة للأمراض والنفوق الجماعي. وتواصل الجهات المعنية العمل على مراقبة الوضع وتطوير حلول تضمن استدامة الإنتاج السمكي في ظل الظروف البيئية المتغيرة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1