في ظل تصاعد الأحداث الدامية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، اجتمع مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة الأردن، لبحث التصعيد الإسرائيلي وما يترتب عليه من آثار إنسانية وسياسية خطيرة على المنطقة بأسرها.
وركز الاجتماع على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد لحماية الشعب الفلسطيني وإعادة دعم قضيته المركزية في المحافل الدولية.
حيث عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا، ترأسته الأردن، أدان فيه بأشد العبارات الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، مؤكدًا أن هذه الممارسات تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وتهديدًا للأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.
وجاء هذا التحرك استجابة لطلب دولة فلسطين، وبمساندة الدول العربية، بهدف التصدي لخطة إسرائيلية تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، عقب قرار «الكابينت» الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
شدد المجلس على ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية التي تطالب بكسر الحصار المفروض على غزة وفتح ممرات إنسانية آمنة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة، وعلى رأسها الأونروا.
ودعا المجلس الدول العربية الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة الجزائر والصومال، لتقديم مشروع قرار ملزم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يفرض على إسرائيل وقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وفرض عقوبات دولية عليها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وأدان المجلس بشدة استخدام إسرائيل سياسة التجويع كسلاح إبادة جماعية في قطاع غزة، التي أودت بحياة مئات المدنيين، نصفهم من الأطفال، بالإضافة إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة.
أكد الاجتماع على أهمية دعم تمكين دولة فلسطين من ممارسة مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ضمن إطار تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على النظام والقانون والسلاح تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
يعكس هذا الاجتماع الطارئ تحولات بارزة في مواقف الجامعة العربية، التي تسعى إلى استعادة دورها الفاعل في القضية الفلسطينية على المستويين السياسي والإنساني، وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والتدهور المتواصل للأوضاع في غزة.
التحرك العربي يعبر عن رغبة جادة في توحيد الموقف العربي، والضغط على المجتمع الدولي من أجل اتخاذ إجراءات عملية لوقف العدوان ورفع الحصار، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الجامعة من انقسامات داخلية واختلاف المواقف الإقليمية والدولية.
تبقى الفعالية الحقيقية لهذا الاجتماع مرتبطة بمدى قدرة الدول العربية على تحويل هذه القرارات إلى خطوات ملموسة على الأرض، في ظل موازين القوى الدولية والتعقيدات الإقليمية التي تحيط بالقضية الفلسطينية.
مع استمرار الأزمة الإنسانية، تتعاظم الحاجة إلى وحدة فلسطينية قوية ودعم عربي دولي مستدام لإيجاد حل سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين ويعيد الاستقرار للمنطقة.