رسالة من المخابرات المصرية تحذر من مخطط صفقة القرن

"إن ضاعت غزة ضاع الشرف.. رسالة أمنية مصرية هامة"

2025.08.10 - 08:03
Facebook Share
طباعة

في توقيتٍ حرجٍ يتصاعد فيه العدوان على قطاع غزة، وفي ظل قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بالموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال تدريجية للقطاع، خرج اللواء محمد عبد الواحد، وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، برسالة شديدة اللهجة تحمل تحذيرات أمنية وسياسية بالغة الأهمية، تعكس عمق المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، والمنطقة برمتها.

 

في منشور على حسابه الرسمي بـ"فيسبوك"، دعا اللواء عبد الواحد الفلسطينيين وكل من يهمه الأمر إلى عدم الوقوع في فخ دعم إسرائيل تحت ذريعة الصراع مع حركة حماس، مشددًا على أن وجود خلاف أيديولوجي أو سياسي مع حماس لا يبرر أبداً دعم الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل ويجوع المدنيين الأبرياء في غزة.

 

وقال صراحةً: "إذا ضاعت غزة، ضاع الشرف"، في إشارة واضحة إلى أن فقدان غزة سيكون بمثابة كارثة أخلاقية وسياسية للمنطقة بأسرها.

 

في تعليقاته التي تفاعل بها مع متابعيه، أكد عبد الواحد أن ضرب حماس يمكن أن يتم بطرق نوعية وعمليات استخباراتية دقيقة تقوم بها قوات نخبة، لا من خلال قصف وتدمير القطاع بأكمله وتهجير سكانه، محذرًا من أن السياسة الإسرائيلية تسعى لاستغلال الصراع لتدمير غزة وتغيير ديموغرافيتها بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية.

 

وأشار إلى أن إسرائيل تروج لرواية تُختزل فيها الأزمة على حماس فقط لتجنب الملاحقات القانونية وتجميل صورتها الدولية، بينما هدفها الحقيقي هو تنفيذ "صفقة القرن" التي رفضها الفلسطينيون، والتي تشمل تدمير غزة، تقليل الكثافة السكانية، وضم الأراضي.

 

إشارة عبد الواحد إلى "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعكس الخوف من مخطط دولي لإعادة رسم خرائط المنطقة على حساب الحقوق الفلسطينية، عبر تقليل عدد السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وضم الأراضي، وهو ما يراه الفلسطينيون والعرب تهديدًا وجوديًا.

صفقة القرن.. المؤامرة الكبرى على فلسطين وقضيتها

في يناير 2020، كشفت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب عن ما أُطلق عليه "صفقة القرن"؛ خطة سلام تدعي إعادة تشكيل مسار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها في حقيقتها تمثل محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية وإضفاء شرعية دائمة للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الفلسطينيين.

لم تأتِ هذه الخطة من فراغ، بل هي نتاج تحالف استراتيجي بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة ببعض الدول العربية التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تحقيق أي مكاسب فلسطينية.

 

تعتمد الصفقة على مجموعة من الركائز التي تقوض الحقوق الوطنية الفلسطينية، أولها إقامة دولة فلسطينية محدودة السيادة على أجزاء ضيقة من الضفة الغربية، مع استمرار سيطرة إسرائيل على الأغلبية الساحقة من الأراضي المحتلة، بما في ذلك المستوطنات غير الشرعية. وفي الوقت نفسه، تقضي الصفقة بضم غور الأردن وأجزاء واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل بشكل رسمي، ما يغير موازين القوى والديموغرافيا على الأرض.

 

في ما يتعلق بالقدس، ترفض الخطة الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، وتعتبر القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مع بعض الترتيبات "الرمزية" التي لا ترقى إلى مستوى الاعتراف بالحقوق التاريخية والدينية للفلسطينيين في المدينة.

 

الأمر الأكثر إيلامًا في الصفقة هو تجريد الفلسطينيين من حق العودة للاجئين، والذي يعتبر ركيزة أساسية في نضال الشعب الفلسطيني، حيث تحدد الخطة شروطًا تعجيزية تعيق عودة اللاجئين إلى ديارهم أو حتى الحصول على تعويض عادل.

 

وتعرض الصفقة مساعدات اقتصادية ضخمة للفلسطينيين، لكنها مشروطة بالتنازل عن حقوقهم السياسية والوطنية، مما يجعلها خطة اقتصادية بالدرجة الأولى تهدف إلى تطويع الفلسطينيين عبر الإغراءات المالية، وتفتيت المقاومة الوطنية.

 

ترافق الإعلان عن الصفقة مع رفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، حيث اعتبرتها حركة فتح وحماس ومنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات العربية محاولة لتصفية القضية، ومحاولة للالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

اليوم، وفي ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، تُستخدم سياسة التجويع والدمار كأدوات تنفيذية لهذه الصفقة. فإعادة الاحتلال التدريجي للقطاع ليست فقط حملة عسكرية ضد حركة حماس، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية لغزة، تقليل الكثافة السكانية، وفرض تغييرات ديموغرافية تتوافق مع أهداف الصفقة.

رسالة اللواء محمد عبد الواحد، وكيل المخابرات المصرية الأسبق، تأتي لتؤكد أن هذه الصفقة ليست مجرد خطة سياسية أو دبلوماسية، بل هي مخطط استراتيجي خطير يتطلب يقظة عربية وإقليمية، لأن خسارة غزة تعني خسارة الشرف والكرامة، ليس للفلسطينيين فقط، بل للعرب جميعًا.

 

وفي ظل تصاعد الأحداث وتوسع دائرة الصراع، تبقى كلمات اللواء محمد عبد الواحد جرس إنذار يدعو الجميع إلى الوقوف على المحك: هل نسمح لضياع غزة بأن يُمثل بداية لضياع الشرف والكرامة؟
الرسالة واضحة.. غزة ليست فقط أرضًا محتلة، بل رمز مقاومة وشرف يجب حمايته بكل الوسائل السياسية والإنسانية، قبل أن يكون الوقت قد فات.

رسالة اللواء محمد عبد الواحد تحمل تحذيرًا مزدوجًا: أولا من المخاطر الأمنية التي ستنتج عن تدمير غزة وتغيّر ديموغرافيتها، والتي قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والاقتتال في المنطقة.

 

وثانيًا من المخاطر السياسية والأخلاقية التي تنجم عن تسليم القضية الفلسطينية في غياهب الصراعات الأيديولوجية، والتي قد تُستخدم كذريعة لتبرير دعم قوى خارجية للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.


تكرار اللواء لعبارة "إذا ضاعت غزة ضاع الشرف" يؤكد أن القضية ليست محصورة في غزة وحدها، بل تمس شرف وكرامة الشعوب العربية والإسلامية، وتستوجب تحركًا موحدًا يرفض التفرقة والخلافات الداخلية التي قد تستغل لتقسيم الصف الفلسطيني والعربي.

 

الاعتبارات الأمنية المصرية:

اللواء محمد عبد الواحد، بصفته خبيرًا في الأمن القومي ووكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، يعبر عن موقف يعكس حرص القاهرة على منع تفاقم الأزمة، وتحذير من تداعيات سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تدمير غزة وتجويع سكانها، الأمر الذي يهدد الأمن الإقليمي ويعمق الانقسامات العربية والفلسطينية.

 

مصر تلعب دورًا مركزيًا في الملف الفلسطيني، كونها الجارة الجنوبية لغزة وتتحكم في معبر رفح، المنفذ البري الوحيد للقطاع. القاهرة توازن بين دعمها للقضية الفلسطينية والحفاظ على أمنها القومي، خصوصًا منع تسلل عناصر مسلحة من وإلى غزة، كما أنها ترفض أي تصعيد يهدد استقرار المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3