سيبان حمو: الوجه الخفي لقوات "قسد" في شمال سوريا

2025.08.09 - 01:01
Facebook Share
طباعة

 بعد غياب طويل دام أكثر من 14 عامًا، عاد القيادي العسكري الكردي سيبان حمو إلى الواجهة الإعلامية، مثيرًا جدلاً واسعًا في سوريا والمنطقة. ظهر حمو بالبدلة العسكرية في صور تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع مؤتمر "مكونات شمال وشرق سوريا" في الحسكة، مما أثار تساؤلات عن دوافع توقيت ظهوره وملامح الدور الذي يعيد تشكيله في المشهد السوري المعقد.


سيبان حمو، من مدينة عفرين شمال غرب سوريا، يشغل منصب عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" والقائد العام لوحدات حماية الشعب الكردية "YPG"، القوة الرئيسية داخل "قسد". هذه القوات التي تُعتبر الركيزة الأساسية لهيمنة الإدارة الذاتية على شمال وشرق سوريا، وتتمتع بدعم غربي، خاصة أميركي، لكنها في الوقت ذاته تواجه رفضًا واتهامات متكررة من دمشق وأنقرة.


في لقاء صحفي مع موقع كردي ناطق بالتركية، أعلن حمو أن "قسد" تسعى إلى إقامة سوريا لامركزية ديمقراطية متعددة، معبرًا عن رفضه للعودة إلى النظام المركزي السابق الذي حكم سوريا لفترات طويلة. كما هاجم بشدة "حكومة أحمد الشرع"، معتبراً أنها لا تقدم حلاً حقيقياً نحو بناء دولة ديمقراطية حقيقية، مؤكداً أن "قسد" لن تنضم إلى الجيش النظامي إذا استمرت عقلية التسلط والقمع.


تاريخ سيبان حمو لا يخلو من الغموض والتقلبات. فقد لعب دورًا محوريًا كوسيط بين فصائل متنازعة في شمال حلب، كان لها تأثير كبير على تحولات الحرب السورية هناك، إذ حافظ على علاقات مع "الجيش الحر"، وحتى مع قوات النظام. وكان يُنظر إليه كطرف قادر على إدارة التوازنات الحساسة قبل التدخل التركي في 2016 وسيطرة أنقرة على عفرين عام 2018.


يُعد حمو أحد القادة الكرد الذين عملوا خلف الكواليس، بعيدًا عن الأضواء، حيث ظهر آخر مرة بشكل علني في عام 2014 خلال لقاءات مع قيادات عسكرية في حلب. في أكتوبر 2017، زار روسيا، حيث ناقش مستقبل مناطق تسيطر عليها "قسد" مثل دير الزور والرقة، مما يدل على محاولات لتوسيع دورها في السياسة الإقليمية.


وفي يوليو 2018، ارتبط اسمه بمحاولة لتحرير نساء درزيات مختطفات لدى تنظيم "داعش"، حيث كان جزءًا من محاولات التفاوض أو التدخل العسكري، مما يعكس الأدوار المتعددة التي يقوم بها.


بالرغم من التصريحات التي تؤكد رغبة "قسد" في إقامة نظام ديمقراطي لامركزي، إلا أن ظهور سيبان حمو يسلط الضوء على استمرار التوترات والصراعات حول شرعية ونفوذ هذه القوى في سوريا، خاصة في ظل رفض دمشق لتقسيم البلاد أو الاعتراف بإدارة مستقلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9