وثيقة أوروبية: الاحتلال يتلاعب بالمساعدات ويهدد مليوني فلسطيني

- وكالة أنباء آسيا

2025.08.08 - 12:28
Facebook Share
طباعة

كشفت وثيقة صادرة عن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية عن استمرار تراجع التزام إسرائيل بالاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي بشأن تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن التفاهم لا يزال بعيدًا عن التنفيذ الكامل رغم بعض الخطوات الإيجابية التي بدأت بالظهور.

 

وبحسب المفوضية الأوروبية، فقد دخل القطاع بين 29 يوليو و4 أغسطس الجاري فقط 188 شاحنة مساعدات من أصل 800 وعدت بها إسرائيل، أي ما يعادل 25% فقط من التزاماتها بموجب الاتفاق الأوروبي-الإسرائيلي الذي تم التوصل إليه منتصف يوليو. فيما تُقدر الحاجة اليومية لتجنب المجاعة في غزة بنحو 500 إلى 600 شاحنة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

 

ممانعة إسرائيلية ومنع للمسؤولين الأوروبيين

الوثيقة الأوروبية أوضحت أن تل أبيب لا تزال تمنع دخول المسؤولين الأوروبيين إلى قطاع غزة، ما يضعف آلية المراقبة والشفافية بشأن عمليات الإغاثة. كما سجلت المفوضية وجود "تفاوت واضح" بين الأرقام التي تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وتلك التي تصدر عن السلطات الإسرائيلية، ما يثير الشكوك بشأن دقة التقارير الرسمية الإسرائيلية حول سير العمليات الإنسانية.

 

الوقود والمرافق: تقدم نسبي لا يلغي حجم الأزمة

فيما يتعلق بالوقود، أفادت الوثيقة بدخول 874 ألف لتر إلى القطاع خلال الفترة ذاتها، وذلك بعد انقطاع دام 130 يومًا. ورغم أهمية هذه الخطوة، فإنها تظل غير كافية بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة للسكان، لا سيما مع تصاعد أزمة البنية التحتية وتعطل الخدمات الحيوية.

 

كما تضمنت الوثيقة إشارات إلى تحسينات لوجستية، من بينها إعادة فتح بعض المعابر مثل معبر زكيم الحدودي شمال غزة، وتفعيل خطوط الإمداد عبر مصر والأردن. وتم كذلك إصلاح بعض المرافق الحيوية، في محاولة لتخفيف الأعباء عن السكان الفلسطينيين المحاصرين.

 

المساعدات العالقة والمجاعة المهددة

بحسب تقارير الأمم المتحدة الواردة في الوثيقة، 463 شاحنة مساعدات لا تزال عالقة عند المعابر، لم تتمكن من تفريغ حمولتها بسبب انعدام الأمن داخل القطاع، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكدت المفوضية أن هذه العراقيل تهدد بشكل مباشر أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع الساحلي المدمر.

 

ضغط أوروبي مقابل مراوغة إسرائيلية

وكان الاتحاد الأوروبي قد توصل الشهر الماضي إلى اتفاق مع إسرائيل لزيادة حجم المساعدات، بعد ضغوط شديدة من عواصم أوروبية، إلا أن التنفيذ على الأرض لا يزال متعثرًا. وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل تعرقل عمل منظمات الإغاثة وتبطئ إجراءات السماح بالدخول، في تناقض مع وعودها العلنية.

 

تصعيد عسكري يعقّد الواقع الإنساني

يتزامن هذا التباطؤ في إدخال المساعدات مع تصديق الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل (الكابينت) ، على خطة لإعادة احتلال غزة عسكريًا ومحاصرة حركة حماس. القرار، الذي يقضي بنشر 6 فرق عسكرية في محيط القطاع، ينذر بتدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية، وسط مخاوف أوروبية من أن يتحول الواقع الإغاثي إلى كارثة شاملة يصعب احتواؤها في ظل التصعيد الميداني المحتمل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9