عون: نربط لبنان إقليميًا والإصلاح بدأ رغم الصعوبات
بيروت – وكالة أنباء آسيا
في تأكيد جديد على توجهات الرئاسة اللبنانية نحو الانخراط الإقليمي واستنهاض الاقتصاد الوطني، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة "ربط لبنان بدوره الإقليمي المنتج"، مؤكدًا أن مسار الإصلاح قد انطلق رغم "صعوبة الطريق".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عون، الجمعة 8 أغسطس 2025، في افتتاح مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع المنعقد في بيروت، حيث اعتبر أن المؤتمر يمثل "فرصة حقيقية لإعادة بناء شراكات جديدة، ليس فقط بين اللبنانيين، بل أيضًا مع الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان في العالم".
وأضاف الرئيس: "اليوم، من الضروري أن يكون لبنان حاضرًا في المشاريع الإقليمية الكبرى"، لافتًا إلى أن المنطقة تشهد تحولات اقتصادية كبرى، تشمل استثمارات ضخمة في مجالات الطاقة، الاقتصاد الأخضر، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة.
شراكة لا دعمًا ماليًا
في تحول لافت في الخطاب السياسي اللبناني، أكد عون أن "لبنان لا يحتاج إلى دعم مالي، بل إلى شراكة حقيقية"، موضحًا أن بلاده تمتلك رأسمالًا بشريًا مبدعًا وقادرًا على الإسهام في مشاريع التحول الاقتصادي إذا ما أُتيحت له الفرصة.
كما شدد على أهمية اعتماد دبلوماسية اقتصادية جدية، تتيح للبنانيين فرصًا جديدة للعمل والاستثمار داخل البلاد وخارجها، في إطار سعي الرئاسة إلى بناء اقتصاد منتج ومندمج في محيطه.
الإصلاحات بدأت رغم العوائق
وفي الشق الإصلاحي، أشار الرئيس اللبناني إلى أن "الإصلاح بدأ" بالفعل، لافتًا إلى أن عددًا من القوانين الإصلاحية دخل حيز التنفيذ، فيما لا تزال أخرى قيد الدراسة أو الإقرار. من بين هذه القوانين:
قانون المناطق الاقتصادية الحرة للصناعات التكنولوجية
قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي
قانون رفع السرية المصرفية
قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص
قانون استقلالية القضاء
وأوضح أن هذه الخطوات تهدف إلى "إيجاد بيئة شفافة وآمنة تحمي المستثمر وتعيد الثقة بلبنان".
تأتي تصريحات عون في توقيت حساس، بعد أيام من اجتماعه مع مجلس الوزراء اللبناني في قصر بعبدا الثلاثاء 5 أغسطس، حيث تم بحث سبل حصر السلاح بيد الدولة ضمن خطة إصلاح أمني شامل. كما تأتي تصريحاته ضمن مساعٍ لإعادة التموضع السياسي والاقتصادي للبنان في الإقليم، في ظل أزمة اقتصادية حادة، وتعقيدات داخلية متفاقمة.
