نتنياهو يقدم خطة تدريجية للسيطرة على غزة وسط انقسام داخلي وتحذيرات عسكرية

وكالات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 10:51
Facebook Share
طباعة

في اجتماع وُصف بأنه من أكثر جلسات الكابينت حساسية منذ بداية الحرب على غزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم مساء الخميس خطة تدريجية لـ"السيطرة الكاملة" على القطاع، تتضمن تهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة، يلي ذلك تنفيذ عمليات توغل في مناطق جديدة، لا سيما معسكرات حماس ومراكز التمركز المدني وسط القطاع وداخله.

الخطة الجديدة تُطرح بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع المواجهات في 7 أكتوبر 2024، والتي خلّفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية، ونزوحًا جماعيًا لأكثر من مليوني فلسطيني، وسط غياب أي تسوية سياسية أو اختراق في ملف تبادل الأسرى. ورغم التقدم الميداني، لم تُحقق إسرائيل أهدافها المعلنة، مما يعيد إنتاج الخطط العسكرية كبدائل مؤقتة للقرار السياسي الغائب.

وبحسب الهيئة، أثارت الخطة جدلاً داخليًا واسعًا، حيث حذر رئيس الأركان العامة إيال زامير من مخاطر التوغل، بينما رفض بعض الوزراء الاكتفاء بخطة "مخففة"، وطالبوا باجتياح كامل لغزة. وزير حزب "شاس"، أرييه درعي، وصف الخطة بأنها ضارة سياسيًا وتُهدد حياة الأسرى، داعيًا إلى الالتزام بتقديرات المؤسسة العسكرية.

وفي مقابلة بثتها شبكة فوكس نيوز في اليوم نفسه، أكد نتنياهو أن إسرائيل "تعتزم" السيطرة على غزة مؤقتًا لكنها "لا تريد حكمها"، مقترحًا تسليم القطاع إلى "قوات عربية" غير محددة. في المقابل، رفضت حركة حماس هذا الطرح واعتبرته انقلابًا صريحًا على مسار المفاوضات، بينما صرّح مصدر رسمي أردني لوكالة رويترز بأن "أي ترتيبات أمنية في غزة يجب أن تمر عبر المؤسسات الفلسطينية الشرعية".

المشهد يعكس استمرار الرهان الإسرائيلي على الحلول الأمنية والعسكرية كبديل للقرار السياسي، في وقت تتآكل فيه شرعية الحرب داخليًا وتتزايد الانتقادات الدولية. ومع اقتراب الجيش من السيطرة على 75% من مساحة القطاع، تبدو الخطة محاولة لتثبيت واقع ميداني مؤقت، دون ضمانات لتثبيت استقرار طويل الأمد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3