احتجاجات أكرا تعيد إشعال نزاع غانا ونيجيريا التاريخي

غانا _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 09:44
Facebook Share
طباعة

في توقيت تتسارع فيه الانقسامات داخل غرب أفريقيا، أعادت التظاهرات المناهضة للوجود النيجيري في العاصمة الغانية أكرا إحياء نزاع متجذر بين دولتين لطالما شكلتا العمود الفقري للاقتصاد الإقليمي. هذه التحركات، التي اتخذت طابعًا شعبيًا غاضبًا، جاءت تحت شعار "نيجيريا يجب أن تذهب"، ورافقتها مطالب بطرد الجالية النيجيرية من البلاد، بعد إعادة تداول فيديو قديم أثار غضبًا واسعًا في الشارع الغاني.

الفيديو الذي يعود إلى عام 2013، ظهر فيه أحد قادة مجتمع الإيغبو النيجيري يتحدث عن نيّته إنشاء "مملكة إيغبو" في بلدة نينغو برابرام الساحلية، ما أثار استياء شعبيًا واسعًا، أدى إلى خروج مظاهرات واسعة تدعو لترحيل النيجيريين المقيمين في البلاد. هذه الاحتجاجات أعادت إلى الواجهة ذاكرة التوترات التاريخية بين البلدين، التي تعود جذورها إلى عقود مضت.

في عام 1969، أصدرت غانا قرارًا يقضي بترحيل آلاف النيجيريين، وهو ما أدى إلى أزمة سياسية واجتماعية. وفي عام 1983، ردت نيجيريا بإجراء مماثل، حيث طردت أكثر من مليون غاني، في واحدة من أوسع عمليات الترحيل الجماعي التي شهدتها القارة. وقد خلفت تلك الحوادث ندوبًا عميقة ظلت حاضرة في الذاكرة الجمعية لشعبي البلدين.

ورغم مرور الوقت، لا تزال الأسواق الغانية، خاصة قطاع التجزئة، تشهد توترات متكررة، بسبب اتهامات للنيجيريين بالسيطرة على هذا القطاع، في مخالفة للقانون الغاني الذي يمنع الأجانب من ممارسة بعض الأنشطة التجارية الداخلية. وقد تصاعدت الدعوات خلال الاحتجاجات الأخيرة من قبل اتحاد تجار غانا لتطبيق القوانين، وأُغلقت عدة محلات تجارية مملوكة لنيجيريين.

الوضع الديمغرافي يزيد من التوتر، حيث يبلغ عدد سكان نيجيريا أكثر من 220 مليون نسمة، مقابل نحو 33 مليونًا في غانا. هذا الفارق العددي يولد قلقًا من تزايد الوجود النيجيري، وسط اتهامات متكررة بارتكاب ممارسات غير قانونية، شملت السحر والدعارة وأعمالًا أخرى توصف بأنها تهدد الاستقرار الاجتماعي.

وفي ظل هذا المناخ المتأزم، توجهت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية النيجيرية، بيانكا أودوميغوو أوجوكو، إلى أكرا، حيث أجرت محادثات مع كبار المسؤولين الغانيين، من بينهم الرئيس جون ماهاما دراماني. وصرّحت عقب اللقاء أن العلاقات بين البلدين قوية، وأن ما يتم تداوله عن ترحيل جماعي لا يستند إلى وقائع دقيقة. من جهته، أكد دراماني أن نيجيريا وغانا شريكتان في المصير، تربطهما روابط تاريخية وثقافية عميقة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه منطقة غرب أفريقيا تحديات سياسية وأمنية كبيرة، من بينها الانقلابات، والانقسامات داخل مجموعة "إيكواس"، فضلًا عن انسحابات متكررة من أطر التعاون الإقليمي، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع بين الدول الأعضاء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2