"يحيى السنوار".. رضيع ألماني يشعل ذعرًا إسرائيليًا من تحت الأنقاض

اسم السنوار يربك ألمانيا.. ووزير إسرائيلي: انحدار أوروبي"

2025.08.07 - 02:29
Facebook Share
طباعة

تقرير| أماني إبراهيم 


في لحظة بدت عابرة على حساب مستشفى ألماني، ظهر اسم لمولودجديد:"يحيى السنوار". لم يكن الاسم مجرد اختيار شخصي لعائلة مهاجرة، بل قنبلة سياسية انفجرت في قلب تل أبيب، واستدعت تعليقًا غاضبًا من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي اعتبر الواقعة "ظاهرة صادمة"، تعكس – بحسب وصفه – "الانحدار الأخلاقي الذي بلغته أجزاء من أوروبا".

 

كاتس لم يكتفِ بالغضب، بل ربط بين الواقعة وبين ما وصفه بـ"انتشار اسم يحيى بين المسلمين في بريطانيا"، بعد الهجوم الكبير الذي شنّته كتائب القسام على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023. كلمات الوزير كشفت عن عمق القلق الإسرائيلي من تحوّل رموز المقاومة الفلسطينية إلى أيقونات عالمية، حتى داخل حدود أوروبا.

 

"ستوري" يفضح ما تخشاه إسرائيل

القصة بدأت حين نشر قسم التوليد في مستشفى جامعة لايبزيغ عبر إنستغرام تهنئة بسيطة بمولود جديد يحمل اسم "يحيى السنوار". المنشور لم يتضمّن أي بيانات شخصية، ولا أي إيحاءات سياسية، لكنه كان كافياً لإشعال عاصفة ضغط من جماعات موالية لإسرائيل، ما أدى لحذفه سريعًا في محاولة لاحتواء الغضب.

 

لكن ما لم يتمكن الحذف من إيقافه، هو انتشار الاسم كعنوان عريض للصراع الخفي بين الذاكرة الإسرائيلية وما تسميه "شيطنة الإرهاب"، وبين الحاضنة الشعبية المتزايدة للرموز الفلسطينية، التي ترى في السنوار بطلًا خرج من تحت الأنقاض ليهزّ صورة الردع الإسرائيلي.

 

اسم يقاتل بعد الموت

منذ اغتياله في غارة جوية إسرائيلية على جنوب قطاع غزة في أكتوبر 2024، لم يغب اسم السنوار عن المشهد. وعلى الرغم من أنه قُتل جسديًا، فإن رمزيته السياسية والمعنوية ازدادت اتساعًا، وتحوّلت إلى أداة مقاومة من نوع آخر.


ففي الوعي الفلسطيني والعربي – وحتى الإسلامي الأوروبي – لم يعد السنوار مجرد قائد عسكري، بل صار رمزًا لـ"الصفعة التي لم تُمحَ"، ورمزًا لهجوم قلب قواعد اللعبة العسكرية الإسرائيلية رأسًا على عقب.

 

أوروبا... ساحة معركة جديدة

رد الفعل الإسرائيلي الغاضب يكشف عن إدراك تل أبيب أن المعركة لم تعد محصورة في غزة أو جنين، بل امتدت إلى ساحات أوروبية كانت حتى وقت قريب محسوبة بالكامل لصالح الرواية الإسرائيلية.


أسماء مثل "يحيى"، "مصعب"، "أحمد الجعبري"، و"رزان النجار" بدأت تظهر على شهادات الميلاد، وعلى جدران الجامعات، وفي ساحات التظاهر، كنوع من المقاومة الصامتة، العابرة للحدود، والتي يصعب على إسرائيل احتواؤها أو قصفها.

 

ألمانيا في الزاوية الحرجة

أن تأتي الحادثة من ألمانيا تحديدًا – الدولة التي تربطها بإسرائيل علاقة ثقيلة بالتاريخ والسياسة – فهو ما يضاعف حساسية الموقف. إدارة المستشفى وجدت نفسها وسط صراع أكبر منها: بين حرية الأسماء وحق الأهالي في التسمية، وبين لوبيات سياسية لا تقبل إلا رواية واحدة، ولا تتسامح مع أي تعبير رمزي يعاكسها.

 

الاسم الذي لا يُمحى

"يحيى السنوار" لم يعد مجرد اسم لقائد راحل، بل عنوان لصراع الرموز، ولمعركة تدور الآن فوق الورق الرسمي وفي سجلات الميلاد. وربما لم تكن العائلة التي اختارت الاسم تدرك أنها تضع إصبعها على جرح إسرائيلي غائر، أو أنها تعيد فتح جبهة لا تحسمها الطائرات ولا تحذفها البلاغات الغاضبة.


 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2