دارفور تواجه الكوليرا بلا دواء ولا دولة

2025.08.07 - 12:41
Facebook Share
طباعة

دارفور- وكالة أنباء آسيا

 

في ظل انهيار النظام الصحي واستمرار الاشتباكات في السودان، يشهد إقليم دارفور تفشيًا متسارعًا لوباء الكوليرا داخل مخيمات النزوح، ما أدى إلى مئات الوفيات وآلاف الإصابات، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة ما لم يُتدارك الوضع سريعًا.

 

وأعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور أن الوباء ينتشر بوتيرة خطيرة في مناطق عدة من الإقليم، حيث يعيش النازحون أوضاعًا مأساوية منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العام الماضي.

آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية، كشف أن عدد الإصابات المؤكدة حتى صباح اليوم بلغ 4,633 حالة، بينها 217 وفاة، وهي أرقام قال إنها تمثل جزءًا فقط من الواقع، نظرًا لغياب الرصد المنظم وتفشي المرض في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

وأوضح رجال أن منطقة طويلة وحدها سجلت 3,321 حالة، منها 68 وفاة، فيما لا يزال 143 مريضًا في مراكز العزل، وأُدخلت 78 حالة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأضاف أن الوضع في جبل مرة لا يقل سوءًا، حيث تم تسجيل 553 إصابة في قولو بينها 45 وفاة، و50 إصابة في جلدو توفي منها 7 أشخاص، إلى جانب 3 حالات مؤكدة في نيرتيتي.

 

وأشار إلى أن الوباء اجتاح كذلك مدينة نيالا والمخيمات المحيطة بها، خاصة مخيم كلمة الذي سجل 435 إصابة و45 وفاة، ومخيم عطاش الذي بلغ عدد المصابين فيه 190، توفي منهم 48، فضلًا عن 81 إصابة في دريج و4 وفيات، مع استمرار ظهور حالات في مخيم السلام ومناطق أخرى لم تُحصر بعد.

وأكد رجال أن ما يحدث في المخيمات كارثة مكتملة الأركان، مشيرًا إلى أن النازحين محاصرون بين الوباء والجوع والعطش، دون أدوية أو مياه نظيفة أو خدمات تطهير. وناشد جميع المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل العاجل وتوفير الإمدادات الطبية وفرق الاستجابة السريعة، إضافة إلى دعم حملات التوعية والتطهير التي غابت تمامًا عن المشهد بسبب الحرب والفراغ الإداري.

يأتي تفشي الوباء في وقت يعاني فيه السودان من صراع دموي بدأ في أبريل 2023، أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية في معظم ولايات البلاد، وعلى رأسها القطاع الصحي.

 

وتضررت آلاف المنشآت الطبية نتيجة القصف أو النهب، بينما فرّ معظم العاملين في المجال الطبي من مناطق النزاع، ما جعل المخيمات دون إشراف صحي أو قدرة على احتواء أي تفشٍّ للعدوى. وأصبحت دارفور تحديدًا إحدى أكثر المناطق هشاشة، مع تزايد معدلات النزوح وغياب الدولة تمامًا عن الإقليم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7