إحباط هجوم إرهابي على كنيسة في طرطوس

وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 09:53
Facebook Share
طباعة

 أحبطت قوات الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، صباح الأربعاء، محاولة هجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في قرية الخريبات التابعة لمنطقة صافيتا، بعد عملية أمنية دقيقة أسفرت عن توقيف عنصرين كانا في طريقهما لتنفيذ التفجير، بحسب مصدر أمني.


وجاءت العملية إثر معلومات استخبارية تفيد بوجود خلية تخطط لاستهداف الكنيسة خلال قدّاس مسائي باستخدام عبوات ناسفة، بهدف إثارة الفوضى والهلع بين السكان، في تكرار لما شهدته العاصمة دمشق خلال الأشهر الماضية.


تفكيك خلية إرهابية قبل التنفيذ
وبحسب مصادر أمنية، تمكنت وحدة المهام الخاصة من تتبّع تحركات المشتبه بهم، ونصبت كمينًا محكمًا على أحد الطرق الفرعية المؤدية إلى الكنيسة، حيث تم توقيف اثنين من المشتبه فيهم أثناء نقلهم عبوة ناسفة مُعدّة للتفجير، إلى جانب العثور على قصاصات ورقية تحتوي على عبارات تهديد ووعيد، وراية سوداء ترمز لتنظيم متشدد.


وأظهرت التحقيقات الأولية أن العنصرين على صلة بمجموعات متطرفة تعمل على إعادة تنشيط خلاياها في الساحل السوري، مستغلين بعض الثغرات الأمنية في المناطق الريفية، ومحاولين استثمار الحوادث السابقة لخلق مناخ من التوتر الديني والطائفي.


وأكّدت المصادر أن العبوة الناسفة كانت تحتوي على مواد شديدة الانفجار، ومصممة لتحدث أضراراً بشرية ومادية كبيرة داخل الكنيسة، في حال تم تنفيذ العملية أثناء تواجد المصلين.


صور من العملية
نشرت الجهات الأمنية صورًا للمضبوطات والعناصر الموقوفة، وأظهرت إحدى الصور العبوة الناسفة المفككة، إلى جانب قصاصات تحمل شعارات تهديد، فيما تظهر صور أخرى لحظة توقيف العنصرين على طريق ترابي محاذٍ لقرية الخريبات.


وأثنت أوساط دينية وشعبية في ريف صافيتا على سرعة تحرك الجهات الأمنية، التي حالت دون وقوع كارثة كانت ستخلف عشرات الضحايا، خصوصًا أن الكنيسة المستهدفة تُعد من أقدم الكنائس في المنطقة، وتشهد توافدًا كثيفًا للمصلين خلال المناسبات الدينية.


تأتي هذه العملية بعد نحو شهر ونصف على الهجوم الدموي الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة جنوبي العاصمة دمشق، حيث قُتل 25 شخصًا وجُرح أكثر من 60 آخرين، إثر هجوم نفّذه انتحاري خلال قدّاس مسائي، وأعقبه تفجير حزام ناسف عند مدخل الكنيسة.


ورغم إعلان عدة أطراف مسؤوليتها عن الهجوم، بينها تنظيم الدولة وجماعات مسلحة أخرى، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف كامل ملابساته، في ظل تشديد أمني متواصل في العاصمة والمناطق المحيطة بها.


وتشير التقارير الأمنية إلى أن المنفذين دخلوا دمشق عبر البادية السورية، مستغلين بعض الثغرات التي خلّفها الانسحاب المفاجئ لبعض القوات من محيط العاصمة بعد تحريرها، وهو ما زاد من مخاوف وقوع هجمات مماثلة في مناطق أخرى.


تحذيرات من تجدد محاولات استهداف دور العبادة
وحذّرت جهات أمنية ودينية من تكرار استهداف دور العبادة، مشيرة إلى أن الجماعات المتطرفة تحاول استغلال الرمزية الدينية لهذه المواقع لإحداث أثر نفسي واجتماعي كبير، وتأجيج مشاعر الغضب والاحتقان الطائفي.


ودعت الفعاليات المجتمعية في طرطوس وصافيتا إلى تعزيز التنسيق بين الأهالي والجهات المعنية، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، كما طالبت بتركيب أنظمة مراقبة إضافية في محيط المؤسسات الدينية ودور العبادة.


في المقابل، أكدت الجهات الأمنية أنها ستواصل عمليات الملاحقة والتعقّب لأي نشاط يهدد أمن المدنيين أو يستهدف وحدة المجتمع، مشددة على أن كل من تسوّل له نفسه زعزعة الاستقرار سيواجه بأقصى درجات الحزم.


تصعيد محتمل في مناطق كانت هادئة
تسلط هذه الحوادث الضوء على تغيّر نسبي في خارطة استهداف الجماعات المسلحة، حيث تنتقل بعض خلاياها إلى مناطق أكثر استقرارًا بهدف إرباك المشهد العام وخلق بيئة مضطربة تسمح لها بإعادة التموضع.


وتُعد محاولة استهداف كنيسة في ريف صافيتا تطورًا خطيرًا، نظراً لما تمثله هذه المنطقة من رمزية في التعايش السلمي، والابتعاد عن بؤر الصراع الساخنة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.


ويبدو أن المخططين لهذه العمليات يسعون لخلق انقسامات داخلية وفتح جبهات جديدة، بعد فشلهم في تحقيق مكاسب في الجبهات التقليدية، مما يجعل تعزيز التحصين المجتمعي مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا فاعلاً بين الدولة والمجتمع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6