السودان .. اغتصاب وإعدامات جماعية وسط تجاهل أممي
1500 قتيل في 3 أيام
دارفور – وكالة أنباء آسيا
في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها إقليم دارفور منذ بداية الحرب الأهلية السودانية، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تحقيق ميداني صادم، عن مقتل أكثر من ١٥٠٠ مدني خلال هجوم دام ثلاثة أيام نفذته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، خلال شهر أبريل ٢٠٢٥.
ذبح جماعي في وضح النهار
بحسب الصحيفة، نفذت ميليشيا الدعم السريع هجومًا منظمًا على المخيم، تخلله إعدامات ميدانية جماعية، واغتصاب واسع النطاق، ونهب وحرق للمنازل والخيام، في مشهد وصفه الناجون بأنه "جحيم منظم". وتؤكد تقديرات ميدانية أن عدد القتلى قد يتجاوز ٢٠٠٠ شخص، فيما لا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين.
شهادات مؤلمة نقلها مراسلو الجارديان عن ناجين تحدثوا عن "حرق الجرحى أحياء، واختطاف النساء والفتيات أمام أعين أسرهن، وترك الجثث في العراء لتأكلها الكلاب".
مخيم قديم تحول إلى مقبرة
مخيم زمزم، الذي تأسس قبل أكثر من ٢٠ عامًا لاستيعاب ضحايا النزاعات السابقة في دارفور، كان يؤوي قرابة ٣٠٠ ألف نازح قبل الهجوم الأخير. والآن، وفقًا للتحقيق، بات المخيم "تحت السيطرة الكاملة لقوات الدعم السريع"، في ظل غياب تام لأي سلطة مدنية أو حماية إنسانية.
المجتمع الدولي: إدانة بلا فعل
رغم فداحة المجزرة، لم يصدر أي تحرك دولي فعّال يوازي حجم الكارثة. واكتفى بعض المسؤولين الغربيين بتصريحات "قلق عميق"، بينما نقلت الصحيفة عن مصادر في المحكمة الجنائية الدولية أنها تمتلك "أسبابًا معقولة للاعتقاد بوقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ورغم كل التقارير الميدانية، لم يتم حتى لحظة نشر التقرير فتح أي ممر إنساني إلى زمزم، ولا إرسال فرق تحقيق دولية، مما يثير أسئلة خطيرة حول حجم التواطؤ أو العجز الدولي تجاه ما يجري في السودان.
دارفور في عين العاصفة من جديد
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل ٢٠٢٣، عاد إقليم دارفور ليشهد واحدة من أكثر الحروب وحشية في العالم. وقد وثّقت منظمات حقوقية، بما فيها "هيومن رايتس ووتش" و"أطباء بلا حدود"، مئات الانتهاكات التي ترقى لجرائم إبادة جماعية، خاصة ضد قبائل غير عربية.
ورغم مرور عامين على بدء الصراع، لا تزال دارفور غارقة في الدماء، في ظل غياب أفق سياسي حقيقي لإنهاء الحرب أو حماية المدنيين.
